الجمعة، 17 فبراير 2017

قصة فلم سيدهشك



أعلنت إحدى دور السينما أن فيلما مدته 10 دقائق فاز بلقب أحسن فيلم قصير
فتقرر عرض هذا الفيلم في السينما ليحتشد جمع غفير من الجماهير لمشاهدته
بدأ الفيلم بلقطة لسقف غرفة خالية من أي ديكور
وخالية من أي تفاصيل  مجرد سقف أبيض
مضت 3 دقائق دون أن تتحرك الكاميرا عن السقف بنفس الغرفة
ولم تنتقل إلى مشهد آخر
مرت 3 دقائق أخرى دون أن تتحرك الكاميرا ودون أن يتغير المشهد
بعد 6 دقائق كاملة ومملة بدأ المشاهدون بالتذمر
منهم من كان على وشك مغادرة قاعة العرض
ومنهم من أعترض على مسؤولي الدار لآنه ضيع وقته لمشاهدة سقف
وفجأة وقبل أن يهم الأغلبية بالانصراف تحركت عدسة الكاميرا رويدا رويدا
حتى وصلت للأسفل نحو الأرض
هناك ظهر طفل ملقى على سرير يبدو أنه معاق كليا بسبب إنقطاع الحبل الشوكي
انتقلت الكاميرا شيئا فشيئا إلى جانب السرير ليظهر كرسي متحرك بدون ظهر
انتقلت الكاميرا إلى السقف مرة أخرى لتظهر جملة:
لقد عرضنا عليكم 8 دقائق فقط من النشاط اليومي لهذا الطفل المعاق
من المنظر الذي يشاهده هذا الطفل المعاق في جميع ساعات حياته
وانتم تذمرتم ولم تصبروا ل6  دقائق .. ولم تتحملوا مشاهدته

***
يا من  تَرْفُلُ في ثوب الصحة والعافية
أعلم إن نعمة الصحة والعافية تاج على رؤوس الأصحاء
لا يعرفه إلا أهل المرض والبلاء
وكلما جاء يوم جديد يصار على كل مفصل من مفاصل الإنسان صدقة
يؤديها شكرًا لله تعالى على نعمة العافية كما جاء في الحديث:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى
  رواه مسلم

وتجسيداً لهذا الشعار يتحتم علينا ان نحمد الله في جَميعِ أمُورِنا
فيجب على العبد الشكر على ذلك والحمد لله على خلقه سويا صحيحا
فأَتَّقُوا اللهَ في جَميعِ أمُورِكُمْ فإنَّ تقوى الله هِيَ الملتَجَأُ عندَ البَلايَا
وهِيَ السُّلْوانُ عندَ الهمُومِ والرَّزَايا
واعرفوا قيمة كل ثانية من حياتكم فإن للبدن زكاة كما أن للمال زكاة
والسُلَامَى هي العظام التي بين كل مفصلين من أصابع الإنسان

orent
ابوعبدالعزيز