السبت، 4 نوفمبر 2017

الطاقة الكونية الفلسفية ومدلولاتها الباطنية الالحادية




البداية كانت في العصر العباسي فيه ازدهرت الحركات الباطنية

نتيجةً لضعف الخلافة العباسية

حيث سقطت هيبة المسلمين واستشرت الآراء الفكرية الخبيثة

لهذه الحركات السرية الهدامة وتغلغل الفكر الباطني في الأمة

أن الفكر الباطني في الأصل هو حَلْقة في سلسلة المحاولات

التي قامت بها سلالات الأرستقراطيات الفارسية

التي فقدت امتيازاتها بانهيار حكم الأكاسرة والي ترمي إلى استعادة ذلك المجد الغابر

وفي عصرنا الحاضر تغلغل الفكر الباطني في مجتمعنا المسلم

الذي جاء في بثوب جديد لكنه قديم

بمسمى البرمجيات اللغوية العصبية (NLP) ذات الظاهر الحسن

وانتهى بنا المطاف الى نشر تطبيقات الطاقة الالحادية وانتشار الفكر الحرالعفن 

فقد انتشر في عصرنا الحاضر مصطلح جديد باسم الطاقة الكونية

والذي نَشَأَ وخرج من رحم عقيدة وحدة الوجود الوثنية الالحادية

بتلوناتها المختلفة

وأستخدم هذا المصطلح مجازاً بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية

يقول مَنْ يَدعُون إلى تطبيقه  من الروحانيين وطواغيتهم

أنها طاقة مبثوثة في الكون  زاعمين أنها الوحي والإلهام

ويتبين لنا أن اصول هذه العقيدة بوذية

فأنها مستمدة من الفلسفات الإلحادية ومن الأديان الوثنية

أحيتها الحركات السرية الفارسية

والمطلع على هذا الفكر يرى فيه اجتماع عوامل مشتركة شكلت القاعدة

التي بُنيت عليها تطبيقات الباطنية الحديثة وتتلخص في العوامل التالية:

١- عقيدة الحلول والاتحاد ووحدة والوجود

٢- الاعتقاد بالألوهية الكامنة للنفس البشرية

٣- الاعتقاد بالوحي الذاتي المستغني عن التوسط النبوي

٤- الاعتقاد بنسبية الحق ووحدة الأديان

٥- الادعاء المتمثل باتحاد المخلوق بالخالق (تعالى عما يصفون)

وفي عصرنا الحاضر اصطلح اهل هذا الدين على تسميته:

بالباطنية الحديثة - أو الروحانيات المحدثة - أو تطبيقات العصر الجديد

وأعتبره علماء الشرع كفر ظاهر ودين باطل وفلسفة قائمة على الدجل والخرافة

لأنه تكوَّن في سياقات باطنية مستغلين جهل أغلب الناس بهم

ولو بحثنا في أصل هذه العقدية لوجدناها ترجع إلى:

الديانات الشرقية القديمة بشقها الفلسفي

الهندوسية - الطاوية - البوذية

وهي من الفلسفات الوثنية ومن عقائد وأديان الشرق القديم خاصة في دول مثل:

الصين -  الهند  - التبت

وانتقلت تلك الفلسفة إلى عدد من المدارس والتيارات الفكرية الباطنية

خاصة في الغرب وأبرزها :

الثيوصوفي - الفكر الجديد - حركة القدرات البشرية الكامنة

وحركة العصر الجديد

إن طرق التعليم لمصطلح الطاقة الكونية تتم على مراحل


يبدأونها بطقوس يزعمون أنها تخرج الطاقة السلبية من الجسم

والتي يقولون انها تسبب الحزن والاكتئاب والتشاؤم...

ثم يتدرجون فيتعلمون نظام الماكروبيوتيك وهو نظام شامل وفلسفة فكرية

للكون والحياة والتي تشتمل على:

تفسّر ماهية الوجود؟

ومن الموجود الأول؟

وكيف وجدت الكائنات؟

وما هي فلسفة الديانة الطاوية؟

والفلسفة الإغريقية القديمة

وبوذية زن التي تعتقد بكلي واحد فاضت عنه الموجودات

بشكل ثنائي متناقض متناغم .. الخ

ومن أساليبهم في نشر باطلهم من الخرافات التي لا تمت لدين الله بشيء

تزيين باطلهم بتسمية الاسماء بغير اسمائها الحقيقية

ونشر الكثير من هذه الخرافات بين الشباب خاصة

هو ما دعاني لكتابة هذا الموضوع وما لاحظته من اعجاب بعض الشباب بهؤلاء

أقصد هذا المصطلح الجديد القديم غير المفيد مصطلح الطاقة الكونية

فأحببت ان أحذر منهم وكشف اساليبهم المتناقضة

وخلطهم الحق بالباطل ولَبْسهم إياه به

إن هذه الديانات والفلسفات تشترك في معتقدات باطنية أهمها:

عقيدة وحدة الوجود للمصطلح اليوناني Pantheism

وما يتفرع عنها من تأليه الذات والقول بنسبية الحق ووحدة الأديان

ومصطلح الطاقة الكونية هذا يُقسّمُها معتنقوها الي قسمين

طاقة إيجابية: وهي الموجودة في الحب والسلام والطمأنينة ونحوها

وطاقة سلبية: وهي الموجودة في الكره والخوف والحروب ونحوها

ومن المؤسف أن الكثير قد انخدع بمصطلح الطاقة الكونية هذا

ولهث وراءه الجاهلون الذين نسوا معجزة القرآن الكريم

الذي هو عهد الله إلينا والذي ألزمنا الإقرار به وأن فيه شفاء ورحمة للمؤمنين

قال تعالى:

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا

يقول منظروا هذا الفكر

إن الطاقة الكونية تستمد بعدد من الوسائل والتدريبات

والأنظمة الحياتية والاستشفاءآت

فيقومون بعمل دورات في مجال الطاقة لنشر فكرهم بين الناس

ومن أهم نتائج هذه الدورات ومتطلباتها هو:

قدرة المدربين على استخراج الطاقة السلبية من الجسم والتي تولد:

الحزن والاكتئاب والتشاؤم...

وذلك بعقد دورات تدريبية ومدد البرامج ثلاث ساعات في اليوم

تبدأ من قبل الفجر بساعة ونصف وتنتهي عند شروق الشمس

ويطلب المدرب من كل شخص أن يدخل إلى غرفة

وأن يطفئ أنوار الغرفة ويجلس على ركبتيه أو متربعا ويحبس أنفاسه

ثم يطلقه حين يضيق صدره...

ثم يطلب من كل متدرب أن يحافظ على سكونه في جلسته..

وأن يتوجه بعقله وروحه وقلبه إلى شيء معين واحد في الكون

مهما كان ذلك الشيء حتى لوكان حجرا أو شجرا أو كوكبا..

ويتأمل فيه بشرط ألاّ يفكر بغير ذلك الشيء...

وبعد ساعة ونصف من بداية المعالجة يطلب المدرب من المشاركين

أن يخرجوا من غرفهم ويمشون في الهواء الطلق مدة نصف ساعة

ثم يعودوا لغرفهم ويعاودون الجلسة المطلوبة وهكذا إلى طلوع الشمس

ثم يجتمعون ويأكلون وجبة الفطور وتكون دسمة وينتهي التدريب..

لقد أتخذوا الدين وسيلة لتنفيذ اهدافهم وطموحاتهم الخبيثة في التغلغل بين المسلمين

ولبس الحق بالباطل عندما يزعم مُروِّجو هذا الفكر أن الذي يمارس هذه الطقوس

في الإسلام ينتفع أكثر بكثير من غيرهم

لان غير المسلم عند علاجه يسحب منه الطاقة السلبية فقط ..

أما المسلم عند استيقاظه لصلاة الفجر وذهابه للمسجد وهو بكل هذا الهدوء والإيمان

هو على يقين أن هناك إله يسمعه ومجيب لدعواته

لأنه يتخلص من الطاقة السلبية ويشحن حاله بالطاقة الإيجابية...

هذا بعضاً من حيلهم في لبس الجلباب الاسلامي ويستدلون عليها بالشرع

الترغيب باستئلاف القلوب اليهم  وتحييدها عن دين الإسلام

ثم يقولون إن المقصود بالبركة عند المسلمين التي تسيّر الأمور بسلاسة

ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته ما هي الا من جهاز الطاقة

لكنهم يستدركون الأمر فيقولون:

إن حظ المستنيرين من أهل ديانات الشرق أوفر وأكبر بكثير من المسلمين اليوم

لغفلة المسلمين عن جهاز الطاقة وعدم اهتمام المسلمين بمساراته

هناك مؤلفات تحدثت عن مخالفات هذا المصطلح الملحد المخالف للعقيدة السلفية

ومن يقرأ عنهم يلاحظ المعاني الباطنية التي تتلبس بالمعاني الظاهرة

وغرضهم الاول التشكيك والطعن في ثوابت هذا الدين

لأنه لا يمكن أن يقوم إيمان إذا انتهت العواطف الإيمانية

وشكك في الثوابت الدينية في قلوب المؤمنين

وهم يركزون على الأدوات المدروسة بعناية مثل:

1-     التأثير على العقل من خلال برامج تشبه الـ (NLP)

2-     التأثير على النفس من خلال الـ (Reiki)

3-     التأثير على الجسد من خلال برامج الماكرو بيوتيك  والآيروفيدا

4-     التأثير على الروح من خلال برامج مثل اليوغا والهونا

 إن النظام الغذائي عند معتنقي فكر الطاقة الكونية

طوره الفيلسوف الياباني جورج أوشاوا جمع فيه بين بوذية زن

مع تعاليم النصرانية وبعض سمات الطب الغربي

فأصبح يتضمن عادات غذائية وحياتية عند البوذيين

باعتماد حمية غذائية يغلب عليها:

الحبوب الشعير -  الحنطة - الخضروات الورقية جذور النباتات

الطحالب البحرية

وهم يدعون لتجنب الأغذية الحيوانية ومنتجاتها من الألبان

وكذلك تجنب العسل والفواكه والتزام الميزو:

وهو شعير مخمَّر تحت الأرض منذ 3 سنين

ويزعمون أن له خصائص تتعدى جسد الإنسان وصحته وروحانيته

وإلى حماية منـزله من الإشعاعات النووية لو تعرض العالم لحرب من هذا النوع

ان فكر الطاقة الكونية يتعارض مع منهج الاسلام في التغذية

المبني على الحلال والحرام وفق الشريعة الاسلامية

وكذلك مع الهدي النبوي في الغذاء

الذي دلنا على قواعد عظيمة في آداب الطعام عند البدء بالقول بالبسملة

وقاعدة لا إفراط ولا تفريط - وما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه

بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة

فثلث لطعامه و ثلث لشرابه وثلث لنفسه

وما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه

وقال صلى الله عليه وآلة:

المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل دواء وأعط كل نفس ما عودتها

وقال صلى الله عليه وسلم:

كلوا واشربوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة

كل وأنت تشتهي وأمسك وأنت تشتهي

ومن الأمور المهمّة في موضوع الطعام أن يحافظ الإنسان على النعمة

التي أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا بكافّة الوسائل

فأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن البطر في الطعام والشراب

وعن المباهاة والمغالاة في الطعام والابتعاد عن الإسراف في المأكل والمشرب

فلم ينس الإسلام نعمة الطعام فهي محفوفةً بسنن ظاهرة باهرة

تجعل من الطعام مطيةً للارتقاء في سلّم الشكر لله سبحانه وتعالى

يَأكُلَ الأَكلَةَ فَيَحمَدَهُ عَلَيهَا أَوْ يَشرَبَ الشَّربَةَ فَيَحمَدَهُ عَلَيهَا

يقول منظرو الطاقة الكونية إن حسن الخلق بالابتسامة

التي تظهر انطباعاً إيجابيَّاً عن نفس صاحبها الذي يحمل الحبَّ والمودة للغير

هذا كله دعا له الاسلام لان الابتسامة وسيلة من وسائل الاتصال

غير اللفظي لدى الانسان المسلم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق

وقال صلى الله عليه وسلم:

لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق

وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه يقول:

ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي

وقال صلى الله عليه وسلم:

تبسمك في وجه أخيك لك صدقة

وعن عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه:

ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم

ويقول الشاعر العربي المسلم :

هشت لك الدنيا فمالك واجماً *** وتبسمت فعلام لا تتبسم

إن كنت مكتئباً لعزُ قد مضى *** هيهات يرجعه إليك تندم

اذن نحن المسلمين في غنى عن هذه الخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان

ثم إن رسولنا صلى الله عليه وسلم علمنا كل شيء

عن سلمان الفارسي قال:

قيل قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة ؟

قال فقال أجل لقد نهانا ان نستقبل القبلة لغائط أو بول أو ان نستنجي باليمين

أو نستنجي بأقل من ثلاث أحجار أو ان نستنجي برجيع أو عظم .

ومن المؤسف أن ينخدع بفكر الطاقة الكونية هذا 

أناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

بل ويتصدون لنشر تطبيقاته في المجتمع المسلم لكي تعود الوثنية

والقضاء على عقيدة الولاء والبراء تدريجياً في المجتمع المسلم

ولن يتم ذلك إن شاء الله لان الله تكفَّل بحفظ هذا الدين

وأن الأمة تربَّت على نصوص الوحيين الكتاب والسنة

في الختام أقول لأخواني المسلمين ان حقيقة هذا المصطلح

ما هو الا خرافة وكفر ظاهر ودين باطل وفلسفة قائمة على الدجل

ومن الأمور الفلسفية الدخيلة علينا وعلى ديننا ونحن في غنى عنها

وكتبت ذلك والله من وراء القصد

بارك الله في الجميع



الخلاصة

إن مصطلح الطاقة الكونية متولد ومنبثق من عقيدة وحدة الوجود الوثنية الالحادية

ومن خلال ما تقدم نلاحظ تركيزهم على الأدوات المدروسة بعناية مثل التأثير على:

العقل - النفس - الجسد – الروح

من خلال برامج معينه تشمل:

تمارين التنفس التحولي وتمارين الاسترخاء والتأمُّل التجاوزي

مع الاهتمام بالخصائص الروحانية المزعومة

وتعقد دورات في هذا المجال تتعدى هذه الدورات الحميات الغذائية

والتوعية الصحية لتشمل:

تمارين التنفس التحولي وتمارين الاسترخاء والتأمُّل التجاوزي

مع الاهتمام بالخصائص الروحانية المزعومة

لقد أستخدم مصطلح الطاقة الكونية مجازاً بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية

ويدّعَي منظروا هذا المصطلح أنها طاقة مبثوثة في الكون

زاعمين أنها الوحي والإلهام

ويزعمون إن حظ المستنيرين من أهل ديانات الشرق أوفر حظاً من المسلمين اليوم

لغفلة المسلمين عن جهاز الطاقة هذا وعدم اهتمام المسلمين بمساراته

يصنف علماء المسلمين مصطلح الطاقة الكونية أنه قائم على الدجل والخرافة

لأنه تكوَّن في سياقات باطنية مستغلين جهل أغلب الناس بهم

فاشتبهت على كثير من الناس ممن فتنوا بهم فحاولوا دراستها وتفسير نصوصها

وتطبيقها غافلين أو متغافلين عن المصادمات الفلسفية لأسسها مع المعتقد الاسلامي

ومن المؤسف أن ينخدع بفكر الطاقة الكونية هذا أناس من أمة محمد 

صلى الله عليه وسلم

ويتصدون لنشر تطبيقاته في المجتمع المسلم

لكي تعود الوثنية والقضاء على عقيدة الولاء والبراء تدريجياً في المجتمع المسلم

ولن يتم ذلك إن شاء الله

أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه

وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه


orent
ابوعبدالعزيز





.