الأحد، 29 أبريل 2018

من روائع الوصف في الشعر


يقول أبو الحسين البلنسي:

كان لي صديق جاءت زوجته من سفر وقد أثرت الشمس في وجهها

فلما رآها عجب من ذلك

فقالت:
ولِمَ العجبُ والوقت صيفٌ والشمس حادة والسفر في غير ظِل ؟

فأجابها على الفور معبراً عن شعوره نحوها بأبيات شعر أكثر عذوبة 

واصفاً اياها بهذه الابيات وأنشد قائلا 
:
جاء الحبيبُ الذي أهواهُ من سفرٍ *** والشمسُ قد أثّرت في خدّه أثرا
عجبتُ كيف تحلُ الشمسُ في قمرٍ *** والشمسُ لا ينبغي أن تُدرك القمرا

إن التضاد في البيت الثاني واضح 
وقد أفضى على القصيدة جمال وانسجاما
لان التضاد بصيغه المتعددة يكسر رتابة القصيدة وجمودها
وذلك بإثارة المتلقي بما هو غير متوقع من صور جمالية وعبارات عذبة
قد تكون متناقضة ولكن في حقيقتها منسجمة

ومثال التضاد في الشعر قصيدة اليتيمة في قول الشاعر:

بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم *** الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ
وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت *** ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ
فالوجهُ مِثْل الصُّبْحِ مُنْبِلجٌ *** والشَّعْر مِثلُ الليلِ مُسْوَّدُ
ضِدانِ لمّا استَجمَعا حَسُنا *** والضِدّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِدُّ

orent
ابوعبدالعزيز