السبت، 16 يوليو 2022

لا تحلوا الحياة بدون امرأة

 


خلق الله سبحانه وتعالى حواء لتكون إنسًا لآدم عليه السّلام 

وسكنًا له خلقها من ضلع هو ضلع آدم الأَعْوَجَ

واعتمد العلماء في ذلك على ظاهر قوله تعالى "خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا"

ومع أن هذه الآية تدل على أن حواء خُلقت من آدم لكن دون تعيين الموضع

إلا أن العلماء استدلوا إن حواء مخلوقة من بعض جسم آدم

كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ 

فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ )

واسم حواء عربي مؤنث معناه الحياة

فأصبحت حواء الأنيس والمُسلّي لآدم في الجنّة وفي الحياة الدنيا

فكانا في الجنة يسكنون قصورها ويتمتعون بملذاتها ويتناولان من ثمارها

وكانت حياتهما حياة رغيدة كما وصفها الله في القرآن الكريم في قوله تعالى:

(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا)

ثم مجيء الأمر الإلهي بالأمر بالهبوط إلى الأرض واستخلاف آدم وحواء فيها

إن الرجل لا يستطيع أن يعيش بدون امرأة ولا المرأة أن تعيش دون الرجل

ولا يحلوا العيش دون مرافقة أحدهما للآخر

أن الله خلق حواء لتعين آدم وغياب المرأة عن حياة الرجل يؤثر سلبا على الحياة لا محالة

والأمر لا يقتصر على غياب الزوجة فقط بل يشمل الأخت و الأم و الابنة

إن ما يميز المرأة عن الرجل أنها مخلوق يستطيع القيام بعدة مهمات فهي تتمتع :

بمعرفة وقدرات طبيعية للقيام بالواجبات المنزلية

إضافة إلى قدرات أخرى منحها الله إياها وعلى رأسها الحمل والإنجاب

وقيل: لو تألم آدم وهو في وعيه لكره حواء عندما خلقت منه

فإن الله  سبحانه خلق حوّاء من آدم بعد أن ألقى النّعاس على آدم ونام

فلم يشعر بخروجها منه كي لا يتألّم لأنه لو شعر بالآلام لكرهها ونفر من وجودها

بعكس المرأة فهي تحب في قمة ألمها وجراحها عندما تلد وتشعر بألم المخاض والولادة الرهيب

الذي يجعلها تحب وليدها وتضحّي وتتحمل من أجله كل أصناف العذاب والآلام

ثم تنسى الآلام والتمتع بالصبر لتربية الأولاد ومرافقة مسيرة حياتهم

إن قوة المرأة تكمن في ضعفها وضعف المرأة هو مصدر قوتها

وهذه ليست معادلة رياضية صعبة لكنها في الواقع  حقيقة ماثلة أمامنا

ولا يعنى أن ضعف المرأة يكون بتهاونها في حقها أو نقص من قدرها

بل أن تفهم الرجل للمرأة أن احتواها بضعفها فزادها هذا الاحتواء  قوة  وبالتالي سادت بلطفها وحنانها

والمرأة تحتاج لمن يحتويها ويحنو عليها ويهتم بها ويرعاها

فإذا رأى الرجل حاجة المرأة اليه احتواها وجعلها تحت جناحه وحبها

لأنها تملكت قلبه بحنانها ومشاعرها اللطيفة وقربت منه

والسيادة هنا: ليست بقوة البطش انما بالكلمة الحانية والابتسامة الساحرة 

والرقة والحنان والنعومة والأنوثة وحسن التبعل لزوجها وصوتها الهادئ الحنون 

وخجلها وفي طبيعتها الإنسانية الفطرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها 

حتى أصبح هذا الضعف مصدر قوتها ومن أهم أسباب قوتها

والمرأة لديها قوة داخلية عجيبة تتمثل في :

1-     الإحساس المرهف والرحمة والهدوء ورقة الطباع وسحر الحديث وعذوبة الكلام 

                   فهي تملك الابتسامة الساحرة والانوثة الناعمة فقوة المرأة في هدوئها وإحساسها ورقة مشاعرها

2-     قوة الإرادة فهي صلبة في بناء بيتها وعدم تصدع اركانه

               وهذا سر النجاح أن تجمع بين الرقة والأنوثة والقوة والصلابة

3-     تتصرف المرأة بعاطفتها وليس بعقلها الا ترى أنها تتصرف بما تمليه عليها عاطفتها

بدون تفكير تربي اطفالها 

            وتضل ساهرة بجوارهم اذا مرضوا وتسهر بجوار زوجها اذا اشتكى ومرض

وتقف بجانبه إذا مرّ بضائقة مالية 

والمرأة في جميع امورها العاطفية تتصرف وفق عاطفتها وليس عقلها

4-     كلما ازدادت المرأة أنوثة ورقة كلما ازدادت قوة في بناء شخصيتها 

وإن تفهم الرجل لها واحتواها بضعفها مما يزيدها قوة

فالمرأة التي تتمتع بالضعف الفطري هي ما يطلق عليها (أنثى)

ما أجمل أن تعود المرأة لفطرتها التي خلقها الله عليها وميزها بعاطفتها وضعفها كأنثى

فالمرأة لم تخلق من رأس الرجل لئلا تتعالى عليه ولا من رجله لئلا يحتقرها

بل استلها من ضلعه لتكون تحت جناحه فيحميها وقريبة إلى قلبه فيحبها

وهي إرادة الله سبحانه  في القوامة في قوله تعالى :

( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ...)

وجعلت القوامة للرجل على المرأة لأجل ثلاثة أشياء :

الأولى : كمال العقل والتمييز قال ابن القيم : العقل عقلان :

أ- عقل غريزي طبعي هو أبو العلم ومربيه ومثمرة

ب- عقل كسبي مستفاد وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته

فإذا اجتمعا في العبد استقام أمره واقبلت عليه جيوش السعادة من كل جانب 

وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

وإذا فقد أحدهما انتقص صاحبه بقدر ذلك أما إذا فقدهما فالحيوان البهيم أحسن حالاً منه

الثانية : كمال الدين والطاعة في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على العموم

ولا يوجد دين في الكون انصف المرأة مثلما انصفها الإسلام وقد يقول قائل :

تقولون ان عقل المرأة ناقص وعقل الرجل كامل فكيف انصفها ؟

نقول له:

هذا الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال :

ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم منكن

قلن : وما ذلك يا رسول الله ؟

قال : أليس إحداكن تمكث الليالي لا تصلي ولا تصوم فذلك من نقصان دينها

وشهادة إحداكن على النصف من شهادة الرجل فذلك من نقصان عقلها

وقد نص الله سبحانه على ذلك بالنقص في قوله تعالى :

( أن تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى  (

الثالثة : بذله المال من الصداق والنفقة وقد نص الله على ذلك في قوله تعالى:

(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)

قال ابن جرير رحمه الله: يعني بذلك جل ثناؤه

أن الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهم لله ولأنفسهم

وقوله تعالى : ( بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )

يعني: بما فضل الله به الرجال على أزواجهم من سَوقهم إليهم مهورهن

وإنفاقهم عليهن أموالهم وكفايتهم إياهن مؤنهن

وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهن وصاروا قُواماً عليهن

نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهم من أمورهن

والقوامة هنا في قوله تعالى :

﴿ ٱلرِّجَالُ قَوَّ ٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَبِمَاۤ أَنفَقُوا۟ مِنۡ أَمۡوَ ٰلِهِمۡۚ

يقول الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله 

و﴿قَوَّامُونَ﴾ جمع صيغة مبالغة تقتضي القوامة على النساء في كل حال

ثم يتساءل فما الذي فضل الله به الرجال على النساء؟

ويجيب تقتضي بعد قوله تعالى: ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾

أي: زاد بعضهم على بعض والمزيد هو من الرجال والمزيد عليه النساء

بفضل القوة الظاهرة والباطنة فالقوة الظاهرة قوة البدن

ولهذا تجد الرجل بل تجد الذكر حتى من غير بني آدم تجده أقوى من الأنثى

وأكبر عضلات وأشد هذه من القوى الظاهرة

أما القوى الباطنة: فهي التحمل والصبر والذكاء والعقل وما إلى ذلك

وقوله تعالى: ﴿وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾

وهذا تفضيل خارجي أي: الرجال على النساء فالرجل هو المسؤول عن الإنفاق على المرأة

والمرأة ضعيفة لا تستطيع أن تكتسب فالرجل هو المسؤول وبذله المال من الصداق والنفقة

والقوامة لها ضوابط و واجبات على الرجل للمرأة وهي من قام على الشيء وحافظ عليه

وهي من تمام النعمة علينا وملائمة ومناسبة لكل من الرجل والمرأة

إذ لكلاً منهما لديه استعدادات فطريه وصفاة جِبِلِّية

قد تسترجل المرأة إذا فرّط الرجل برجولته وقد تكابر بعض النساء 

وتدعي قدرتها العيش دون رجل لإراحة رأسها

لكن هيهات هيهات أن يحصل لهن الراحة

أما أهل الفطرة السوية تقول أحداهن عن نفسها :

عندما يستطيع الحوت العبش خارج البحر يمكنني الاستغناء عن الرجل

وتقول أخرى لا يمكنني العيش بلا رجل يؤنس وحشتي ويحن علي ويغمرني بعطفه

إذن المرأة لا تسطيع الاستغناء عن الرجل وكذلك الرجل فكلاهما يكملان بعضهما

حتى وإن برزت المرأة واستطاعت الوصول إلى أعلى المراتب 

هي في الواقع ينقصها رجل يكمل نصفها الأخر

أن الفلاح والسعادة للرجل والمرأة هي في التكوين الذي خلقا من أجله ويسعيان لتكوينه

فما أجمل الرجل الشجاع  الذي يظهر بفطرته ويتحمل مسئوليته

وما أجمل المرأة الانثى التي تحتمي بزوجها وتظهر حاجتها اليه

بارك الله في الجميع

orent

ابوعبدالعزيز


.