الثلاثاء، 9 مايو 2017

من هم الموفقون ؟





من هم الموفقون ؟

الموفقون هم من اكرمهم الله تعالى ووفقهم والهمهم بالإقبال على الطاعات 

والتزود من أعمال الخير  قبل موتهم

 ووفقوا  بعد موتهم الى عمل الخير وفي الحديث 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: 

صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له . رواه مسلم 

وهذه الاعمال الثلاث تدل على حسن الخاتمة 

أن يوفق العبد قبل موته لعمل صالح يدوم نفعه بعد موته

وفي حديث آخر يدل على هذا المعنى قال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم

 إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ  قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟

قَالَ: «يُوَفِّقُه لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِه . رواه الامام احمد في المسند

وقد أحسن الشاعر حين قال

قد مات قومٌ وما ماتت مَكارِمُهُمْ *** وعاش قومٌ وهمْ في الناس أمواتُ

وعلى المسلم السعي الدائم لطلب حسن الخاتمة 

والحرص على العمل الخير بعد موته والإنابة قبل غلق الإجابة 

فما زال الباب مفتوحًا وأبواب الخير عظيمة

فيجتهد العبد بما ينفع نفسه إن اراد الفلاح ولا يؤجل العمل او يسوف فيه 

 فحسن الخاتمة لا تكون الا لمسلم طائعٍ لله يُبشر به العبد عند موته 

قال تعالى:

(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا 
وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)

وهذه البشارة لا تكون الا للمؤمنين عند احتضارهم 

ومما يدل على هذا أيضاً ما رواه الامام مسلم من حديث 

أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها انها قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

فقلت: يا نبي الله  أكراهية الموت فكلنا نكره الموت؟

فقال : ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته 

أحب لقاء الله

وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه

قال النووي رحمه الله:

معنى الحديث:

أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعاً

هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة

حيث ينكشف الحال للمحتضر ويظهر له ما هو صائر إليه. انتهى كلامه

ومن أسباب التوفيق لحسن الخاتمة ثلاثة امور هي:

الدعاء –  الاستغفار -  الإخلاص

اولا -  الدعاء:

وهو سؤال العبد ربَّه والطلب منه وهي عبادة 

من أفضل العبادات التي يحبها الله

وتكون خالصةً له وحده ولا يجوز أن يصرفها العبد إلى غيره

والدعاء يؤدي لحسن الخاتمة وهو مفاتيح للسماء

وجعل الله ذلك مزية للصالحين والأتقياء

فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

الدعاء هو العبادة ثم قرأ:

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (سورة غافر)

أن من اتقى الله تعالى علمه وألهمه وأفاض عليه من نعيمه وكنوزه

وليس شرطا البلاغة في الدعاء

فقد جاء رجل إلى رسول الله وقال يا رسول الله إني لا أحسن دندنتك 

ولا دندنة معاذ

وإنما أسال الله الجنة وأعوذ بها من النار فقال رسول الله حولها ندندن

أن الله تعالى قريب من عباده دومًا متى دعوه سمعهم وأجابهم سبحانه

ومن آداب الدعاء الواردة عنه صلى الله عليه وسلَّم

 أنه كان يحب جوامع الدعاء

ثانيا : الاستغفار

الاستغفار هو الدواء الناجح والعلاج من الذنوب والخطايا

والمستغفر يعترف بذنبه فيقر به ويرضى الله عنه

قال تعالى:

 (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا

ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم 70 مرة

وفي رواية في صحيح مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال:

يا أيها الناس:

توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة

وعن ابن عمر أنه كان قاعداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم

حتى عدَّ العادُّ بيده مائة مرة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط

ثالثا : الإخلاص

الإخلاص هو العمل القلبي لله سبحانه الذي به ترفع أعمال ألمؤمنين

وبالإخلاص ضحىّ من أجل تحقيقه المجاهدين

وبالإخلاص صدّر به الأنبياء في دعواتهم

وبالإخلاص تكون أهم أعمال القلوب 

المندرجة في تعريف الإيمان وأعظمها قدراً وشأناً

الخلاصة:

حسن الخاتمة لا تكون الا لمسلم طائعٍ لله

كما ان سوء الخاتمة تكون لفاجر عصى الله وكفر به

نسأل الله العافية والسلامة

وفقنا الله واياكم لصاح الاعمال وجعلنا الله واياكم من اهل الاحسان والايمان

اللهم احسن خاتمتنا

orent
ابوعبدالعزيز





.