الجمعة، 2 يونيو 2017

اثر المعاناة على الإِبْداع



الإبداع هوابتكار شيء غير مسبوق اليه بمادّة أو زمان

وهو عمل ذهني يقوم به الفرد باستخدام قدراته للوصول إلى أفكار جديدة

أو استعمالات غير مألوفة في ابتكار الجديد النادر المختلف

المفيد فكراً أو عملاً

ما اثر المعاناة على الابداع

يقال إن المعاناة تصنع الإبداع والإبداع يحتاج للمعاناة

نعم قد يكون هذا صحيح ولكن في الغالب:

ليس كل من عانى ابدع وبالتالي ليس كل مضطهد سيبدع

أن الدافع الحقيقي للإبداع هو الألم عند كثير من المبدعين

والذي سببه المعاناة

ويحق لنا ان نقول إن المعاناة لا تفرز إبداعا بقدر ما أفرز الألم الابداع

لأن ألم المعاناة له دور كبير في الابداع

فمعاناة المبدعين أخرجت تميزا لهم فترجموا انفعالاتهم

وأحاسيسهم الجارفة الى ابداعات وابتكارات

وعندما ننظر لمعاناة العشاق المكتنزة بالحب والألم ولوعة الفراق

نجد انها ولّدت انكسارا في النفس لدى المحبين

فولدت قوة - طاقة معاكسة ( لوعة الحب والالم والفراق )

وسميت مجازا ابداع

اسباب المعاناة:

يرجع سبب المعاناة إلى مسبب مادي كالألم الجسدي

أو بسبب نفسي كالمشاكل الحياتية المختلفة من فقدان الحبيب

أو الانفصال عن المجموعات الاجتماعية أو الحد من الحرية

أو المرض والموت وغيرها

ويمكن أن تتدرج المعاناة من أمور بسيطة ومعاناة خفيفة

إلى معاناة لا تطاق  وغير محتملة

وتختلف أشكال المعاناة حسب طبيعتها وأصلها وأسبابها

وغالبا ما تصنف المعاناة كمعاناة مادية أو معاناة عقلية

هل يحق لنا ان نقول : أن الابداع خرج من رحم المعاناة ؟

قد يوافق هذا القول بعض الصواب

ذلك أن الابداع يتلازم مع من خُضبت حياتهم بالألم أو الفقر

أو بسبب عاطفة:

الحب.. أو الإحباط.. أوالألم.. أوالانكسار..

أما عكس ذلك فنجد البَهْجَةٌ والسرور والانشراح

هي أضداد المُعَاناة التي لا تصنع الإبداع

فالسعداء عاشوا بعيدا عن المحابر والأوراق وعن الفرشاة واللوحات

لأن الاطمئنان والراحة يضعف الابداع في النفس

مع عدم إغفال ان للفطرة والموهبة دور مهم في الابداع

وهي عامل مشترك في حياة الموهوبين 

وسبباً في إظهار السلوك الإبداعي لديهم

اذ ان للإبداع جوهر وجمال وإبهار وعندما تثار تلك النفوس

المكتنزة بالألم عن وجع الفقد.. ولوعة الفراق

فتكتب النثر.. والشعر.. والفن.. والخاطرة..

فتكتب سطور النثر بتأمل أديب مبدع

ويقول القصيدة شاعر بقلبه وبإحساسه صاغ تلك القصيدة

وكسرته الأيام وحاول جبرها بمشاعره

او آهات حزينة  أَنَّ بها سجين خلف القضبان

أو رسمها فنان تشكيلي تجلى إبداعه الفني

في لوحة رسمها من طبيعة الواقع

أو خاطرة أدبية كتبت سطورها بأعذب العبارات

للإبداع اسباب ولمعرفة هذه الاسباب نجدها في الاتي:

أولا الأفكار:

وهي التي تولد المشاعر وتستنهض الأحاسيس

من حلول أو اقتراحات مستحدثة أو تحليلات للوقائع

والتفكير هو أحد أهم ميزات النوع البشري فقدرة الإنسان على توليد

الأفكار يتوافق مع قدرته على الاستنتاج والتعبير عن النفس

والفكرة نتاج التفكير والتفكير يولد المصطلحات

التي تشكل أساس أي نوع من أنواع المعرفة

سواء كانت نوع من أنواع العلوم أو الفلسفة

ثانيا التأمل:

وهو طقس ممارسة يقوم فيها الفرد بتدريب عقله لتحفيز الوعي الداخلي

وتقوية الذاكرة لزيادة الإبداع

وهو تمرين هام ومفيد للجسم والعقل والروح معاً

إذا مارسته بطريقة صحيحة يعطيك الشعور بالاسترخاء

وتستطيع التفكير بشكل أنضج علي نحو إبداعي

لخلق كل ما هو جديد ومبدع في حياتك

ثالثا الموهبة:

وهي سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع

في بعض المهارات والوظائف

والموهوب هو ذلك الفرد الذي يملك استعداداً فطرياً

وتصقله البيئة الملائمة

وتظهر الموهبة في الغالب في مجال محدد مثل:

الفن والموسيقى والرسم والشعر والادب والرياضة  وغيرها

دوافع الإبداع:

إن وعي الانسان بأهمية وجوده في هذه الحياة

تشكل أول وأهم الدوافع للسعي نحو التميز والابداع وتوليد الأفكار

وان دوافع الإبداع كثيرة ولعلي اذكر هنا اشهرها وهي :

1-  الشهرة

2-  دوافع مادية

3-  دوافع معنوية

4-  دراسات وطلب درجة علمية

5-  خدمة الأمة والوطن ونفع الناس

معوقات الإبداع:

1-  فقدان الثقة بالنفس

2-  الخوف من الخطأ أو النقد

3-  تعظيم التحصيل العلمي العالي في النفس

4-  كثرت التردد وعدم اتخاذ القرار

5-  الرضى بالواقع وغياب الرغبة في تطوير النفس

6-  الاعتماد على الآخرين والتبعية لهم

7-  عدم الرغبة في تطوير النفس

8-  الخوف من الفشل

9-  التشاؤم

العزلة والتأمل:

ان الابداع قوة تصريف لحالات نفسيه تعتري الشخص نتيجة معاناة

ولابد أن يثار هذا المبدع ليكتب ويثار حسه ليبتكر وفكره ليسطر

ويساعد على ذلك العزلة وهي رمز للتأمّل الانفرادي

فكلما توغل الانسان في العزلة تأمل وتفكر

ورأى ما لم يراه من يعيش وسط ضوضاء الأصوات

فالصحراء مثلا رمز للعزلة ومكان للخيال والشعر

حيث الخلوة والسكون التام والاستغراق في التأمل والتفكر

وفي العزلة نكتشف قيمة وجمال الصمت

يقول الشاعر مروان بن محمد أبو الشمقمق

بَرَزْتُ من المنازل والقباب ***        فلم يَعْسُرْ على أَحَدٍ حِجَابِي 
فمنزليَ الفضاءُ وسقفُ بيتي *** سماءُ اللهِ أوْ قطعُ السحاب

فأنتَ إذا أردتَ دخلتَ بيتي ***        عليَّ مُسَلِّماً من غَيْرِ باب

لأني لم أجدْ مصراعَ بابٍ ***  يكونُ مِنَ السَّحَابِ إلى التُّرَابِ

ارجو أن اكون قد وفقت في رسم صورة جميلة في أذهانكم

وأن أكون قد أفدتكم بنبذه مفيدة عن المعاناة والابداع

ابعد الله عنا وعنكم المعاناة

ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله من وراء القصد

orent
ابوعبدالعزيز





.