السبت، 14 أكتوبر 2017

ما أروع وفاء الازواج



تطالعنا وسائل الإعلام بشكل مستمر عن قصص لوفاء الأزواج
في مواقف مؤثرة  لوفاء الرجل للمرأة   والمرأة  للرجل
فهذا زوج أغمي عليه لمدة عامين وحين صحا من إغمائه
وجد زوجته تجلس إلى جواره
وشاب يُصِرُّ على الزواج من خطيبته رغم بتر ساقها 
 لأن الحياة الزوجية تستحق التضحية وهي من نعم الله التي أنعم بها على الإنسان
قال تعالى:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَ‌حْمَةً  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُ‌ونَ ﴾
وسيظل الوفاء من اثمن واسمى المبادي والقيم الإنسانية
ومن الشواهد قصص واقعية تستحق التخليد والذكر قرأتها

سوف اسرد بعضها في هذا السياق
تقول القصة الأولى :
دخل رجل مسن يناهز الثمانين من العمر على طبيب لإزالة بعض الغرز من إبهامه
وكان يُحَدِّث الطبيب ويقول له:
إنه في عجلة من أمره فلديه موعد مهم
فقدَّم الطبيب له كرسياً وتحدَّث معه وهو يزيل الغرز وسأله:
هل لديك موعد مع طبيب آخر؟
أجاب: لا
ولكني أذهب إلى دار الرعاية للمسنين لتناول الإفطار مع زوجتي
فقال: ولماذا دخلت زوجتك دار الرعاية ؟
أجاب: هي هناك من سنوات لأنها مصابة بالزهايمر
انتهى الطبيب من إزالة الغرز ثم سأله:
هل ستقلق زوجتك لو تأخرت قليلاً عنها ؟
أجاب الرجل: كلا
إنها لم تعد تعرف من أنا منذ خمس سنوات
فسأله: إذن لماذا أنت ذاهب إليها ؟
ابتسم ذلك الرجل المسن وهو يضغط على يد الطبيب بقوة وقال له:
هي لا تعرف من أنا... ولكنني أعرف جيدا من هي
والقصة الثانية من أجمل ما شاهدت قصة يتحدث صاحبها في هذا الفيديو
عن وفاءه وإخلاصه  لزوجته المعاقة
يقول ابو علي:
عشت مع زوجتي ملك وكنت طفلها المدلل فالعشرة غير الحب
ثم تحدث عن عشرته لزوجته وحبه لها استمعوا له وشاهدوه في هذا الفيديو:
والقصة الثالثة من قصص الوفاء ان مسن سعودي
أحتفل بمرور 59 عاماً على زواجه بتقديم هدية خاصة لزوجته
حيث ظهر في فيديو وهو يلقي على زوجته خطاباً
أحتوى في معناه كل معاني الحب الحقيقي
الخالي من كل المغريات وشهوات  الدنيا...
كلمات تجمدت خرساء أمام عبرات ذلك المسن على صدق حبه
فالحب الحقيقي لا ينتهي... ولا يشيخ ولا يقتله غياب
قال في خطابه:
بمناسبة مرور 59 سنة على زواجنا أقدم حبي وتقديري قبل هديتي
إلى زوجتي الغالية الحنون الودود الولود
وظهر الرجل المسنّ متأثراً أثناء تقديم هديته إلى زوجته
وهو يلقي خطابه شكراً  لزوجته بكلمات مفعمة
بالحب والمشاعر والأحاسيس التي يشعر بها تجاه زوجته
وقد كان موقف مؤثر من كلا الطرفين
وأما قصتنا الرابعة فقد تداولها رواد الشبكات الاجتماعية
صورة لمسن يبكي على قبر زوجته
وقد أثارت الصورة إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي
مشيدين بوفاء ذلك الرجل لزوجته في مشهد قليل حدوثه في هذا الزمن المادي
والقصة الخامسة قصة رجل سبعيني
تعوَّد أن يزور قبر زوجته كل يوم اثنين حتى أصبح معروفا لدى عمال المقبرة
ويعلق أحد العاملين في المقبرة بقوله:
فإذا وصل إلى المقبرة للزيارة أخذنا بيده ونقوم  بإيصاله إلى قبر زوجته
لأنه لا يستطيع المشي بسهولة ويظل الرجل بجانب قبر زوجته
فترة من الزمن يقضيها بين دعاء وبكاء
طبعا الوفاء هنا قد يكون وراءه كثير من التضحيات من الطرفين
لان وجوده نادر في هذا الزمن ولا اعرف السبب في ندرته
اهو من جفاء الاخر.. ربما
ودعونا نكون واقعيين وصريحين عندما نتحدث عن التضحيات
لدي تساؤل
لو كان الزوج عقيم ماهي التضحيات المترتبة على الزوجة ؟
هل ستكون اسيرة الوحدة واليأس والعوز بعد رحيل الزوج العقيم
ووفاة الوالدين وانشغال المحيطين بها بحياتهم الخاصة
فالمرأة احوج للأبناء من الرجل
وتساؤل آخر لو طلبت المرأة حقها بالأمومة هل تقابل باتهامها بالنكران للعشرة ؟
مع ان ديننا الحنيف ممثل بشريعتنا قد كفل لها ذلك
هنا على الرجل ان يبيح للمرأة ما يبيحه لنفسه لو كانت امرأته غير عقيم
الا اذا ضحت المرأة وقبلت ان تعيش مع زوج عقيم
هنا تكون التضحية  صعبة جدا لان الحرمان من الأطفال بالنسبة للمرأة يؤلمها
ومع ذلك نقول هي رضيت بذلك
وعلى الزوج ان يقدر ذلك بالإفراط في تلبية كل احتياجات الزوجة

المادية والمعنوية وتقديم الهدايا لها

لكن هل يكفي هذا ؟
الجواب عن ذلك يعتمد على المرأة نفسها 
أما الرجل امره اسهل من المرأة العقيم
فالرجل يستطيع ان يبحث عن زوجة تنجب له أبناء
ويبقي على زوجته الأولى تقديرا للعشرة
ان لم تطلب زوجته الأولى الطلاق ويبقى التفاهم هو سيد الموقف
وفي مجتمعنا السعودي امثلة كثيرة على تضحيات الطرفين
أعرف رجل متزوج منذ أربعين سنه ولم يكتب له الذرية وهو الان في الستين
 وعايش مع زوجته في حب ووئام
كما قلت من قبل التفاهم هو سيد الموقف
فزواج الأقارب له محاسن ومساوئ فالبعض لا يحبذ الزواج من الأقارب
بسبب الانفصال وما يترتب عليه من مشاكل من قطيعة الرحم وأمور أخرى عديدة
والبعض يرغب بالزواج من الأقارب لأنه اذا ما أحب الزوج زوجته
لن يظلمها بالطلاق
لذا دائما الاقرباء يغطون عيوب بعضهم البعض بعكس الاجناب عن العائلة
هل نقول في عصرنا الحضر أن زمن الحب الحقيقي قد انتهى
واصبح اكذوبة العصر وغابت شمسه
عندما طغت الماديات أصبحت العلاقات بين الزوجين مادية بحته
فالتضحية والإيثار اصبح عملة نادرة هذه الأيام
فقد كشفت دراسة برازيلية لاختصاصيين بالنواحي الاجتماعية والأسرية والزواجية
أن العلاقة الزوجية الصحيحة هي تلك التي لا يكون فيها الكثير من التضحيات 
من أجل إسعاد الآخر

أسأل الله أن يبارك للجميع في أموالهم وأعمارهم
ويصلح حالهم وأزواجهم وذرياتهم 
orent
ابوعبدالعزيز