السبت، 1 سبتمبر 2018

الاميرة ولادة والوزير ابن زيدون


أميرة أندلسية وشاعرة عربية من بيت الخلافة الاموية في الاندلس
وابنة الخليفة المستكفي
بايعه أهل قرطبة لما خلعوا المستظهر بعد زوال الخلافة الأموية في الاندلس
يمتد نسبها الى عبد الرحمن الداخل )صقر قريش)
شاعرة وأديبة وأميرة عربية خلد التاريخ ذكرها
وقد ترجم لها ابن بشكوال في كتابه الصلة في علماء الأندلس فقال:
(كانت اديبة شاعرة جزلة القول حسنة الشعر وكانت تناضل الشعراء 
وتساجل الأدباء وتفوق البرعاء )

وكانت من أروع الشعراء والأدباء في زمانها ولها مكانة مميزة في الشعر بينهم
أمها جارية إسبانية اسمها سكرى و قد ورثت منها بشرتها البيضاء
وشعرها الأصهب وعينين زرقاء صافية كصفاء السماء
وبالإضافة إلى جمال الاميرة ولادة فقد كانت تتمتع بثقافة واسعة وذكاء
وكان مجلسها في قرطبة يضم أشهر المثقفين والشعراء والكتاب
وكانت تخالط الشعراء في زمانها وتجالسهم بل وتنافسهم
واشتهرت بالفصاحة وقول الشعر وكان لها مجلس مشهود في قرطبة
يَؤُمُّه الشعراء والأعيان ليتحدثوا في شؤون الشعر والأدب

لقد اشتهرت الاميرة ولادة بأبيات شعر جرت على السنة الخاصة والعامة
إذ كانت تعشق ابن زيدون وهو كذلك يعشقها
واشتهرا بقصة حب إلا أن هذا الغرام لم يدم طويلاً  قيل لأسباب كثيرة
إلا أن أرجحها في انفصال العاشقين للغيرة
حيث إن ابن زيدون شاب وشاعر ووزير وكانت له بالضرورة تعاملاته
التي تغضب ولادة وتجرح كبرياءها وشعورها

ومثال ذلك مغازلته بعض جواريها لإثارة غيرتها  وهي القصة الأقرب للواقع
ومما يروى في ذلك أن ابن زيدون استمع يوما إلى جارية ولادة (عُتبة)
وهي تغني فطلب منها أن تعيد ما قالته فغضبت ولادة 
وهجته بأبيات قالت فيها:
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا *** لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصناً مثمراً بجماله *** وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنّني بدر السما *** لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري

والرواية الثانية:
أن القطيعة حدثت بسبب نقد ابن زيدون لبيت شعر قالته ولادة :
سقى الله أرضا قد غدت لك منزلاً *** بكل سكوب هاطل الوبل مغدق
حيث رأى ابن زيدون أن البيت أشبه بالدعاء عليه من الدعاء له
فاصطدمت شاعرية ولادة المتضخمة بذات ابن زيدون الناقدة وحدثت القطيعة

والرواية الثالثة
تقول أن القطيعة سببها انضمام ابن زيدون لحركة (الجهاورة)
المعادية لبني أمية وولادة ابنة خليفة أموي

وكي تنتقم ولادة لكبريائها اتخذت الوزير ابن عبدوس وسيلتها
فكلما جرحها ابن زيدون تمايلت نحو خصمه وكلما خانها ترفّقت بغريمه
فغضب ابن زيدون منها عندما بلغه أنها تستقبل ابن عبدوس
الذي كان ينتظر بفارغ الصبر الفرصة لزيارة مجلسها 
فمدحها حين قال:
أكرم بولادة ذخرا لمذخر *** كم فرقت بين بيطارٍ وبيطار
قالوا أبو عامرٍ أضحى يُلم بها *** قلت الفراشة تدنو من النار
أكلٌ شهيٌ أصبنا من أطايبه *** بعضٌ وبعض صفحنا عنه للفأر

وبالرغم من غضب ابن زيدون منها الا انه لم يستطع نسيانها
بل عاد يطلب ودها ورضاها قائلا:
لو أنني واقعت عمدا خطيئة *** لما كان بدعا من سجاياك أن تملي
فلم أستثر حرب الفجار ولم أطع *** مسيلمة إذا قال إني من الرسل
هي النعل زلت بي فهل أنت مكذب *** لقيل الأعادي إنها زلة الحسد

ولما أولع بها طول فراق ابن زيدون
قالت تعد ابن زيدون بزيارة تشرح له هواها فأرسلت إليه أبياتا تخبره بقدومها
ترقب إذا جن الليل زيارتي *** فإني رأيت الليل أكتم للسرر
وبي منك ما لو كان بالبدر لم يلُح *** وبالنجم لم تطلع وبالنجم لم يسر

ثم قالت في ابيات أخرى تساءله الرجوع اليها :
لحاظُكم تجرحُنا في الحشا *** وَلَحظنا يجرحكم في الخدود
جرح بجرحٍ فاِجعلوا ذا بذا *** فما الّذي أوجبَ جرح الصدود

فهي تقول أنك أخطأت في حقي وأخطأت أنا في حقك
فلنجعل هذا الخطأ بهذا الخطأ ونأتلف من جديد
واللحظ  في البيت: هو مؤخر العين وتقصد:
نظراتكم لنا تسبب لنا الجرح بأعماقنا ودواخلنا
بعكس نظراتنا لكم فإنها تجرح في الخدود

ولها بيتين محفورين في منحوتةٍ لا تُـظهر سوى كفيها المتشابكتين
ولا زال هذا الصرح موجودا في قرطبة مكتوب عليه هذين البيتين
كتبتهما ولادة في ابن زيدون:

أغار عليك من نفسي ومني *** ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيوني *** إلى يوم القيامة ما كفاني

وعندما طال الفراق كان للحنين دور فكتبت إليه تناديه
وتبدي شوقها ووجدها:
ألا هل لنا من بعد هذا التفرق *** سبيل فيشكو كل صب بما لقي
وقد كنت أوقات التزاور في الشتا *** أبيت على جمر من الشوق محرق
فكيف وقد أمسيت في حال قطعة *** لقد عجل المقدور ما كنت أتقي
تمر الليالي لا أرى البين ينقضي *** ولا الصبر من رق التشوق معتقي
سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا ... بكل سكوب هاطل الوبل مغدق

فأجابها بقوله
لحى الله يوما لست فيه بملتق *** محياك من أجل النوى والتفرق
وكيف يطيب العيش دون مسرة *** وأي سرور للكئيب المؤرق

ثم ودعته بهذه الابيات :
ودّع الصبرَ محبّ ودّعك *** ذائع مِن سرّه ما اِستودَعك
يقرع السنّ على أَن لم يكن *** زادَ في تلك الخطى إذ شيّعك
يا أَخا البدرِ سناء وسنى *** حفظ اللَه زماناً أطلَعك
إن يطُل بعدك ليلي فلكم *** بتّ أشكو قصرَ الليل مَعك
وكانت ولادة بنت المستكفي مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف
وتركت وفاتها فراغاً كبيراً في نفوس محبيها

أما ابن زيدون:
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي
المكنى بأبي الوليد والمشهور بابن زيدون
يعتبر من الشعراء الذين قالوا الشعر في أغراض كثيرة متعددة
كالغزل والمدح والرثاء والاستعطاف ووصف الطبيعة والهجاء
وكان في مدحه لحكام الأندلس يركز على معاني الشجاعة والقوة
وكان يضع نفسه في مصاف ممدوحيه وهيئتهم على طريقة ابو الطيب المتنبي
وكثيرا ما نراه في أشعاره والتي يتميز فيها بعزة النفس
وقد نراه أيضاً في قصائد الاستعطاف التي كتبها أثناء بؤسه وسجنه
أو فراره من قرطبة ونراه أيضا في نفس أبية وقوية
لقد كان ابن زيدون وزيراً عند الخليفة المستكفي
وفى حضرة ولادة ابنة المستكفي ينسى انه وزير
وتنسى الاميرة ولادة بنت المستكفي انها اميرة
فقد أصبحا عاشقين تبادلا الهوى وشاعرين على حد سواء

فاشتهرا بقصة حب إلا أن هذا الحب لم يدم طويلاً
قيل لأسباب كثيرة إلا أن أرجحها :
وشاية افتعلها الوزير أبو عامر بن عبدوس عدو ابن زيدون اللدود
وهذه الوشاية من المشاكل التي عصفت بعشق الوزير ابن زيدون
للأميرة ولادة بنت الخليفة المستكفي فافترقا بسببها
فتعلق ابن زيدون بجارية سوداء بارعة في الغناء ليثير غيرة ولاّدة لكي تعُود إليه
إلا أن ولاّدة لم تأبه به و أرادت ان تجازيه غيظاً
فألقت شباكها على الوزير أبو عامر بن عبدوس قليل الذكاء واسع الثراء
فقطعت علاقتها بابن زيدون وبعد أن انصرفت عنه عاتبته
ومع ذلك لم تنس حبها الاول والاخير كما يقال (ابن زيدون)
وظل مخزون بقلبها وفي الذاكرة جمالية الماضي ولحظات اللقاء الجميلة
واصبح الديدن الذى لم يغسله وحشة الفراق وأحزانه
فلم يبقى لها الا الضعف والانكسار والبوح بالشعر

أما ابن زيدون فقد كتب العديد من القصائد التي تعبر عن حبه لولادة
فولادة بنت المستكفي ليست كأي النساء بالنسبة له
ومن أشهر قصائد ابن زيدون التي قالها في حبيبته الاميرة ولادة بنت المستكفي
والتي  يذوب آسى وألما على فراقها ويحترق شوقا إليها
وإلى الأوقات الصافية الممتعة التي أتيحت له معها
قصيدته (النونية) تلك القصيدة التي تعد من أشهر قصائد ابن زيدون
بل تعد من أشهر القصائد الشعرية التي قيلت في الفراق
وقد نسج الشعراء اللاحقون على منواله
لقد حاول أبن زيدون استدرار عطف حبيبته الاميرة ولادة
ببراعته الشعرية فأهداها قصيدته الشهيرة هذه المسماة (النونية)
والتي يقول مطلعها

أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا *** وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبّحَنا *** حَيْنٌ فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا بانتزاحِهمُ *** حُزْناً معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا *** أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا *** بِأنْ نَغَصَّ فَقالَ الدّهرُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا *** وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ وَمَا يُخشَـى تَفَرّقُنا *** فاليومَ نحنُ ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي ولم نُعتِبْ أعاديَكم *** هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعـدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ *** رَأياً ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ *** بِنا ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه *** وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا *** شَوْقاً إلَيكُمْ وَلا جَفّتْ مآقِينَا
تكادُ حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا *** يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا فغَدَتْ *** سُوداً وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا *** وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً*** قِطَافُها فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما *** كنتم لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
لا تَحْسَـبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا *** أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلا *** مِنْكُمْ وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به *** مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسـألْ هُنالِكَ هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا *** إلفاً تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا
وَيَا نسيمَ الصَّـبَا بلّغْ تحيّتَنَا *** مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً*** مِنْهُ وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
إذا تَأَوَّد آدته رفاهـيَة ***  تُومُ العُقُـود وأَدْمَتـه البُـرى لِينـا
كانت له الشمسُ ظِئْـرًا فـي أَكِلَّتِـه  *** بـل مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أحاييـنا
كأنما أثبتـت فـي صحـن وجنتـه *** زُهْـرُ الكواكـب تعويـذًا وتزييـنـا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً *** وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا *** وَرْداً جَلاهُ الصِّبا غضّاً وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا بزهرَتِهَا *** مُنى ً ضروبَاً ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا مِنْ غَضارَتِهِ *** في وَشْيِ نُعْمَى سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً*** وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
رَبيبُ مُلكٍ كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ *** مِسكاً وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً وَتَوجهُ *** مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته *** بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ في صَحنِ وجنتِهِ *** زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ*** فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َالخلدِ أُبدِلنا بسدرَتِها *** والكوثرِ العذبِ زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ والوصلُ ثالثُنَا *** وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ *** في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا *** حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ *** عنهُ النُّهَى وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى يوْمَ النّوى سُورَاً *** مَكتوبَة ًوَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
أمّا هواكِ فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ *** شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ *** سالِينَ عنهُ وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ *** لكنْ عَدَتْنَا على كُرْهٍ عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ مُشَعْشَعَة *** فِينا الشَّمُولُ وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا *** سِيّما ارْتياحٍ وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهد ما دُمنا مُحافِظة *** فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا *** وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا من عُلوِ مطلعه *** بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً*** فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ إنْ شَفَعتِ بهِ *** بيضَ الأيادي التي ما زِلتِ تُولينَا
عليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ *** صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا فَتَخْفِينَا


بالرغم من القيود والسجن والتشرد التي مرّ بها ابن زيدون
الا انها لم تهزمه أوتضعفه أو تذله
لقد برع في الشعر كما برع في فنون النثر حتى أصبح من أبرز شعراء الأندلس
وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا

كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة وتعد رسائله من عيون الأدب العربي
عاش ابن زيدون في عام 394 هجرية الموافق1003 م في مدينة قرطبة
 ومات في أول رجب عام 463 هجرية الموافق عام 1071

أما ولادة فقد عمرت عمراً طويلاً ولم تتزوج وماتت لليلتين خلتا من صفر
سنة  484  هجرية الموافق 26 مارس (1091)

وبقي حبهما يحكى أشعاراّ تخلد ذكراهما على مر العصور
رحمها الله تعالى

orent
ابوعبدلعزيز