الأحد، 2 أبريل 2017

مقارنة نقديّة بين جمهورية موريشيوس والدول العربية الثلاث: لبنان – سوريا – العراق




البشر المهاجرة  

وقعت في يدي قصاصة  تروي إنجازات ومراحل التطور في جمهورية موريشيوس

فقرأت عنها أكثر فوجدتها تثير اهتمامي وعملت مقارنة بينها وبين ثلاث دول عربية:

لبنان والعراق وسوريا

وقبل ان ابدأ المقارنة هذا تعريف موجز ولمحة تاريخية عن:

جمهورية موريشيوس الديموقراطية :

موريشيوس جزر صغيرة بوسط المحيط الهندي تبعد عن مدغشقر

حوالي 860 كيلومتر في قارة افريقيا وعاصمتها بورت لويس

استقلت  جزيرة موريشيوس في 12 مارس 1968

ثم لحق ذلك الإعلان قيام جمهورية موريشيوس في 12 مارس 1992

تُعرف موريشيوس على أنها جمهورية ديموقراطية

مبنية على مبدأ الفصل بين كل من القوى التشريعية التنفيذية والقضائية

تتمتع الجزيرة باستقرار سياسي وأمني وتنشط سياحياً بشكل كبير

لذلك تنتشر فيها اللغات الانكليزية والفرنسية واللغة الكريولية الموريشية

وهي لغة متحدثة في موريشيوس

والمقارنة كانت في المجالات التالية:

الهجرة - التعليم - الرعاية الصحية - النظام الاقتصادي - الاستقرار السياسي

وذلك لإظهار مزايا وخصائص كل منهم

واخذتني الحسرة بما وجدته عند المقارنة للبون الشاسع بينهم

بالرغم من المشابهة في النمو الاقتصادي ان لم تتفوق الدول الثلاث بهويتها الثقافية

اضافة الى تمتع الدول الثلاث من خيرات المياه والموقع الجغرافي المميز

يقابله ضعف الموارد الاقتصادية في جمهورية موريشيوس...

وهاكم المقارنة التي جاءت على النحو التالي:

اولا الهجرة:

شهدت الدول العربية الثلاث ارتفاعاً مهولا في معدلات الهجرة خلال

العقود الثلاثة الأخيرة والاسباب:

1-   إما هجرة اختيارية دائمة أو مؤقتة لتحسين المستوى المعيشي او حرب أهليه

كما حصل للشعب اللبناني

2-   أو اضطرارية  قسرية بسبب اندلاع الثورات والحروب وغياب الأمن

كما حصل للشعب العراقي

3-   أو تهجير من البيوت والقرى وتشريد داخل المدن

ومئات الالاف بل الملايين منهم هربوا للدول المجاورة خوفاً من القتل 

كما حصل للشعب السوري

والغريب في الامر ان اللبنانيين الذين هاجروا من لبنان طواعية أو كرها بسبب الحرب 

يقيمون الآن في بلدان أخرى

ويقدر عددهم ما بين 12 إلى 15 مليون شخص أي أكثر من تعداد سكان لبنان نفسه

الذي يبلغ 4 ملايين ويعتنق أغلب لبنانيي المهجر الديانة المسيحية

وهم اغنياء ومتعلمون ومؤثرين اقتصاديا وليس سياسيا

أما العراق وسوريا فهما على خطى لبنان قد تبعاه اليوم

لكن لم يستطيعوا الهجرة الى الدول الاوربية او امريكا بل الى الدول المجاورة

فالسوريين والعراقيين هاجروا الى دول ذات امكانيات اقتصادية ضعيفة

وأصبحوا عبء على تلك الدول اذ لم تعد مشكلة اللاجئين اليوم ومستقبلهم

بكل مكوناته واطيافه مشكلة لتلك الحكومات

بل تعدت ووصلت الى اهتمام دولي واقليمي على ضوئه تم التدخل العسكري

من قبل الدول الطامعة في اقتسام وابتلاع ما يمكن ابتلاعه من خيرات تلك الدول

ساعدهم في ذلك الخونة الجاثمون على صدور الامة

وهذه القضية تحتاج الى تفهم المشكلة وتشخيص أسبابها 

وبالتالي تحديد سبل علاجهاومعالجتها والسعي لحلها 

وفق رؤية واضحة لتحقيق عودة امينة وكريمة وطوعية لتلك الشعوب الى بلدانها

ومن ثم بناء دول ديمقراطية  موحدة مستقرة عبر رؤية وطنية 

والحاقها بركب المجتمعات الدولية  المتحضرة

ان العدل والمساواة وعدم التمييز بكافه اشكاله هو اساس اي استقرار سياسي واجتماعي منشود

وهذا مفقود في الدول الثلاث بسبب انتشار الصراعات المسلحة والحروب الأهلية 

والاحتقان الطائفي التي اجتاحت تلك الدول

لقد ابتليت تلك الدول الثلاث بقيادات فاشلة أوصلت شعوبها الى الحضيض

لأنه عندما يتولى الحكم نظام العسكر او الحكم الطائفي يسقط النظام الديمقراطي فيها 

بسبب الانقلابات العسكرية والحروب والقتل على الهوية

فمثلا في لبنان مارس حزب الله اللبناني الكثير من الممارسات الغريبة

لصالح النظام الإيراني وهو يعلن ولاءه ودعمه الكامل لنظام ولاية الفقيه

وكذلك دفاع الحزب عن بشار والنظام السوري ومشاركته في كل المجازر

ضد الشعب السوري الأعزل 

يقول محمد حسين فضل الله :

(رفضوا مرجعيتي لعروبتي لرفضي وصاية الإيرانيين ورفضي ولاية الفقيه الإيرانية

واتهامه إيران بالعنصرية ضد العرب في التشيع الفارسي)

بعكسه :حسن نصر الله الذي يفخر بالولاء والتبعية الكاملة لإيران بشكل سافر

أما في جمهورية موريشيوس لم تصل الهجرة لمستوى الظاهرة  بسبب:

1-   الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي

2-   لم يضطروا  للاغتراب عن وطنهم الأصلي وبقوا فيه للمساهمة في عملية إعادة بناء وطنهم 

3-   لم يدخلوا في حروب داخلية متسالمين مع انفسهم

4-   الانفاق العسكري في جمهورية موريشيوس يأتي في هامش الميزانية

 والصرف الفعلي من الميزانية يكون على الصحة والتعليم والخدمات

ان جمهورية موريشيوس قامت ببناء دولة ديمقراطية  موحدة مستقرة 

عبر رؤية وطنية والحاقها بركب المجتمعات الدولية  المتحضرة

من خلال الالتزام  بحماية واحترام القوانين والقرارات الدولية الموقعة من قبل تلك الدولة

واحترام حقوق الانسان وكرامته وحمايته واسست لها مكانا في المجتمع الدولي

لاحترامها حقوق الانسان وتبنيها لميثاق الامم المتحدة الصادر عام 1948

ثانياً التعليم

التعليم في جمهورية موريشيوس خدمة تقدمها الدولة مجانا للمواطن

وليس سلعة للبيع

فالتعليم مجانا حتى نهاية المرحلة الجامعية ويشمل ذلك:

نقل الطلاب من منازلهم الى مدارسهم على حساب الدولة وتأمين الكتب المجانية

أما التعليم في الدول العربية الثلاث:

فقد ازداد اختلاط الأوراق خلال السنوات الماضية وازداد معه اختلال المفاهيم

في العراق تدار عملية التعليم عبر وزارة التربية العراقية

وحسب تقرير اليونسكو فإن العراق في فترة ما قبل حرب الخليج الثانية

عام 1991 ميلادية كان يمتلك نظاما تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة

ونسبة القادرين على القراءة والكتابة في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الفائت عالية

حيث كادت الحكومة في ذلك الوقت أن تقضي على الأمية تماما

من خلال إنشاء حملات محاربه الأميه

لكن التعليم اليوم عانى الكثير بسبب ما تعرض له العراق من حروب وحصاروانعدام الأمن

حيث وصلت نسبة الأمية حاليا إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ التعليم الحديث

وفي سوريا ذكرت الأمم المتحدة وفق إحصاء لها أنّه يوجد أكثر من 4 ملايين سوريّ 

في حاجة إلى التعليم داخل سوريا وخارجها

بعد لجوء قرابة 3 ملايين سوريّ إلى الأراضي التركيّة بحسب الأمم المتّحدة

وفي لبنان لا يختلف وضع التعليم عنه في العراق وسوريا

يقول الكاتب (طوني بشارة ) في مقال له في الأمكار الاسبوعية

يواجه الأهالي مشاكل كبرى على صعيد تأمين ما يحتاجه أطفالهم للدخول إلى المدرسة

إذ ان القسط في أي مدرسة خاصة لا يقلّ عن 3 آلاف دولار سنوياً يُقسّط

على ثلاث دفعات أي بمعدّل 330 دولار شهرياً

والكتب تكلّف أقلّه 300 دولار

لتُضاف اليها القرطاسية بنحو 200 دولار

وعند التوجّه إلى المكتبة لشراء المستلزمات المدرسية كالحقيبة والدفاتر والأقلام

تكون الصدمة الأكبر مع الارتفاع الكبير بالأسعار

حيث تصل الفاتورة إلى ما يقارب الـ100 دولار لتأمين الأساسيات فقط

وإذا كان بعض الأهالي يحاولون الهروب من كأس الأقساط المدرسية المرّ

عبر اللجوء إلى المدارس المجانية الخاصة

فالخبر السيئ أنّ عدداً منها (المدارس الحكومية) لن يفتح أبوابه هذا العام

بسبب تلكؤ الدولة عن دفع مستحقاتها

ثالثا الرعاية الصحية:

في العراق استُنزفت المنظومة الصحية العراقية عبر سنوات من الحصار

تبعها احتلال قادته وتزعمته أمريكا ثم حرب أهلية

وفي لبنان تعتمد المنظومة الصحية على القطاع الخاص

ما يجعل الحصول على الرعاية الصحية أمراً صعباً لمعظم المستضعفين

أما السوريون فقد فرَّ كثيرا منهم الى الدول المجاورة طلبا للمأوى والعلاج

لكنَّ مع الاسف المجتمع الدولي لم يعالج ذلك الأثر على نحو ملائم

فما زالت معظم الأولويات الحالية والممارسات الخاصة بتوفير الرعاية الصحية

في بيئات النزاع لم تقدم او لم تكتمل بعد

أما في جمهورية موريشيوس الدولة توفر العلاج والرعاية الصحية مجانا

لكل مواطنيها ويشمل ذلك جميع المواطنين حتى جراحات القلب ذات التكاليف الباهظة

ولا يوجد تجار في صحة المواطنين في جمهورية موريشيوس

رابعاً النظام الاقتصادي:

تعد جمهورية موريشوس اغنى دولة افريقية 

رغم عدم امتلاكها لموارد طبيعية ولا نفط ولا معادن فيها 

وانما تعتمد على الانسان ثم قطاع الزراعة الذي تستفيد منه في تصدير

المنتجات الزراعية بعد تصنيعها والسياحة مورد دخل استثنائي لهذه الدولة

يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لجمهورية موريشوس 200 مليار دولار

ويبلغ دخل الفرد فيها الى 19600 دولار

أما ملكية المساكن وصلت الى 90% 

ومواطني موريشوس يسكنون في منازل مملوكة لهم

ولا يوجد اسر مشردة او عائلة تشكو من ارتفاع اسعار الأراضي ومواد البناء

كان الاقتصاد في موريشيوس معتمد على إنتاج وتصدير السكر فقط

لكن في السبعينيات بدأت الجزيرة بتنويع اقتصادها عبر التشجيع على إقامة شركات 

تعتمد على التصدير

وفي أوائل الثمانينات قامت الحكومة بإطلاق برنامج تعديلي مكثف 

موجه نحو تنمية التطوير الاقتصادي من خلال:

التصدير والتنويع الزراعي وتوسيع سوق السياحة

أما في التسعينات: أصبحت منطقة تجهيز الصادرات معتمدة بشكل كبير

على صناعة المنسوجات والألبسة خلال السنوات الثلاثين الماضية

كما شهدت التسعينات تنوعاً كبيراً لدخول موريشيوس إلى قطاعات متطورة

مثل تقنية المعلومات الهندسة وتصميم المجوهرات

لقد أقامت حكومة موريشيوس المدارس وخدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي

كما تطورت قطاعات الموانئ والخطوط البحرية بإنشاء الموانئ 

وبناء المطارات والاتصالات السلكية واللاسلكية

فاستقرَّت هذه الدولة في القيادة السياسية والديمقراطية في ونظام حكم فريد

اما في الدول العربية الثلاث

فقد كشف تقرير بعنوان (نظرة جديدة إلى النمو الاقتصادي

نحو مجتمعات عربية منتجة وشاملة) صادر عن (البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة)

و(منظمة العمل الدولية) في شباط (فبراير) من العام الماضي متضمن :

أن المنطقة العربية تسجل أعلى معدلات الهجرة لدى المتعلمين وأصحاب المهارات

كما أن معدلات البطالة في عدد من دول المنطقة لدى الشباب المتعلمين

تتخطى معدلاتها لدى الشباب الأقل تعليما

فضلاً عن كون العمال المتعلمين لا يتقاضون أجراً أعلى بكثير من العمال الأقل تعليماً

خامساً الاستقرار السياسي

تتمتع جمهورية موريشيوس باستقرار سياسي ونظام حكم ديمقراطي فريد من نوعه

حيث يتم انتخاب 62 عضواً للجمعية الوطنية كل 5 أعوام

في حين وجود رئيس للدولة فرئيس الوزراء هو:

من يحمل القوى التنفيذية بالإضافة إلى قيادة الحكومة

تقول رئيسة موريشيوس د.امينة غريب فقيم 

العالمة التي تحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية

لقد اختارتني السياسية وانا لم اختارها

وألفت الدكتورة امينة غريب فقيم اكثر من 20 كتابا و 8 بحوث في علم الاحياء على مستوى العالم

ومن المفارقات العجيبة الغريبة ان المسلمين اقلية في جمهورية موريشوس

حيث يشكلون17% فقط من المواطنين

ورغم ذلك اختار الشعب رئيسة مسلمة لأنه مجتمع متعايش في سلام ولا تحكمه النعرات الدينية

لقد مارس أفراد  جمهورية موريشيوس الديموقراطية ونشاطهم على في بلدهم

وخضعوا لنظام سياسي معين متفق عليه إذ لا يمكن قيام دولة بدونه

إذ النظام السياسي في  موريشيوس مدني ديمقراطي والمجتمع متمدن قائم

ومتصالح مع نفسه ومع الحكومة

وهذه اهم نقطة في بناء الدولة والتي تمثل نقطة الارتكاز الصلبة في بناء المجتمع الواحد

أما الدول العربية الثلاث:

ابتليت بقيادات متهورة أوردتها الى المهالك

والانفلات نحو تدخلات خارجية في شؤونها بما يعرف بالداء الإيراني

بدءاً بلبنان ثم العراق وأخيرا في سوريا ثم الامريكان والروس مؤخرا

والغريب ان شعوب تلك البلدان لم تشاهد أيادي إيران الخيرة:

- قد شقت طريق واحد في جنوب لبنان

- أو أقامت مدرسة في سوريا

- أو نخلة زرعتها في جنوب العراق

بل تفشى الجهل في عقول ابناء تلك الدول على يد معممين ايرانيين

نجحوا في انهيار التعليم والقيم والاخلاق

فانهارت الأمة ونهبت الثروات والموارد لتلك الدول العربية الثلاث من ايران الصفوية 

ومن الدول الاخرى التي اوجدت فجوات عميقة في ميثاق الأمم المتحدة والنظام العالمي 

ومواثيقه الدولية

إن سبب مشاكل المنطقة هي ايران لان ايران عدوة الاسلام والسلام

ومن المفارقات العجيبة والغريبة يذكر البعض:

( أن للمسلمين في بكين 68 مسجدا

وفي امريكا 2106 مسجد منها 257 مسجد في نيويورك

في فرنسا 2260 مسجد منها 26 مسجد في باريس

في لندن لوحدها 400 مسجد

في موسكو 4 مساجد احدها يتسع الى 10.000 مصل

في كيب تاون لوحدها في جنوب أفريقيا 10 مساجد 

بالرغم ان المسلمين يشكلون أقل من 3%

أما إيران فلا يوجد مسجد واحد للمسلمين السنة

والسلطات الايرانية تمنع منذ عقود بناء أي مسجد للمسلمين في طهران

كما تمنع صلاة الجمعة وصلاة العيدين في المصليات

ومنعت أيضا إقامة صلاة الجمعة في مدرسة السفارة الباكستانية 

في الوقت الذي يتمتع فيه اليهود والنصارى بممارسة طقوسهم الدينية في 151 معبدا 

اغلبها في طهران

فأي إسلام يزايد به الفرس على الناس

حتى اوهموا أنفسهم بأنهم اوصياء على الاسلام

ليس هذا فحسب بل يريدون إدارة شؤون الحرمين الشريفين قبحهم الله )

بعض ما قيل عن جمهورية موريشيوس

1-     عنوان الرومانسية والأفضل عالميا لقضاء شهر العسل

2-     بالابتسامة تستقبلك موريشيو ستظن الأمر نوعاً من الواجب تفرضه المهنة

لكن بعد جولة في الجزيرة ستتأكد أنها ترافقك أينما ذهبت


واليكم بعض الصور عن جمهورية موريشيوس:










عزيزي القارئ لم أكتب هذه المقالة لكي أجرب قلمي فقد عهدته مرات قبل هذا العهد

لكني اتمنى أن أكون قد رسمت لك بالكلمات صورة جيدة لما يدور في تلك البلدان

والتي أعتبرها بلدي الثاني

للفت النظر إليها لحل المشكلات فيها من قبل مواطنيها واصلاح ما يمكن اصلاحه

والله من وراء القصد


orent
ابوعبدالعزيز



.