الجمعة، 7 سبتمبر 2018

لما التَكَبُّر





يا مظهر الكبر إعجاباً *** الكبر ذنب يأثم صاحبه

مهلا هداك الذي أَعْطَاك *** نَّافِلَةُ الرزق والسعة

دع الفخر وأَبْصَر لنفسك *** فمبدأك نطفة مذرة


فَعلامَ التَعَالِي والتَكَبُّر *** ومُنتَهى أَمْرَكَ جيفة قذرة


ضعيف أنت يا ابن آدم *** تكاد أن تقتلك الشرقة

***

لما تجبر قارون وتكبر*** ولم يرا لله عليه فضله


خَرَجَ على قومه *** فِي زِينَتِهِ يَخْطُر في ِمِشْيَتِه


يَجُرُّ إِزَارَهُ خُيَلَاءِ *** ويَهُزّ أكْتَافَه قد أعْجَبَتْه نَفْسه

قال أُوتِيته بِإدْرَاكِي *** وِسَعْيِي فأرانا الله ضَعفه

ذهب بنفسه تيهاً (1) *** فابتلعته الارض و داره

إذا أمتلأ القلب كَبْرًا *** وزَهْوًاً ترحّل عنه إيمانه

***
عجبتُ من إبليسَ وخُبْثِه *** لمّا فسق عن أمر ربه

تكبر على آدَمَ في سجْدَة *** كابر وجاهر بمعصيته 


شقي إبليسَ فِتْنَة فما *** هان عليه بالشقاوة تفرّده

فأراد تكثير سواده  *** بالسعي في إضلال عباده

فاستكثر أتباعه كَيْ *** لا يَكُونَ وحيدًا في صفِّـه


سعيد من جاهد  نَفْسَهُ *** وشقي من أتبع شيطانه

***

كن في ركاب الصالحين *** فسعادة المرء في إيمانه


وطوع النفس على التقى *** فقد ربح من ثقّل ميزانه


النفس مطواعة للعقل *** كالشمع في اليد يلوى جانبه


والدنيا ظل زائل راحل  *** وطيف خيال ابن ساعته


يأبن ادم لن تُدرِك الْجِبَالَ *** طُولا وإن كنت مديد قامة


orent
ابوعبدالعزيز


1-      التِّيهُ : الصَّلَفُ والكِبْرُ وتَيْهاً أي تكبر