الأربعاء، 7 مارس 2018

سعيد عقل.. الشاعر المسيحي الذي قَصَدَ لمكة





سعيد عقل شاعر لبناني من كبار الشعراء ولد في مدينة زحلة بلبنان

تميز شعره بالتجديد وله الكثير من المؤلفات الأدبية والشعرية 

ترجم بعضها إلى الفرنسية والإنجليزية وكان شعره مفعما بالرمزية

وقصائده خالية من التفجع وشعره يتسم بالفرح ويخلو من البكاء

ومن دواوينه :

قصائد من دفترها

رنْدَلَّى

دلزى

أجمل منك؟ لا

وقد أصدر أيضا كتاب لبنان إن حكى

الذي يتطرق الى أمجاد لبنان بأسلوب قصصي يتأرجح ما بين التاريخ والأسطورة

وأنشأ سعيد عقل سنة 1962جائزة شعرية من ماله الخاص

تمنح لأفضل صاحب أثر يزيد لبنان والعالم حباً وجمالاً

يعتبر سعيد عقل ذو الأصول المسيحية من أكبر دعاة القومية اللبنانية ومن أنصارها

وساهم بشكل كبير في تأطير فكرها الإيديولوجي  من خلال

التركيز على  الخاصية اللبنانية

ودرّس عقل مادة تاريخ الفكر اللبناني وألقى دروساً لاهوتية 

بعد تعمقه في اللاهوت المسيحي

حتى أصبح فيه مرجعاً كما درس أيضاً تاريخ الإسلام وفقهه

لكن يؤخذ عليه تأييده للقضاء الاسرائيلي على حساب الوجود الفلسطيني

في لبنان عبر تأييده الهجوم الاسرائيلي

على لبنان عام 1982 نكايةً بالوجود العسكري الفلسطيني المسلح في لبنان

والشاعر سعيد عقل له قصيدة مغناة يصف فيها مكّة وأهلها الكرماء

وقد وظف إحساسه في هذه القصيدة تجاه أعظم مقدسات المسلمين مكة المكرمة

كما نقل ابتهالات الحجاج وصلواتهم واستجابة الله تعالى لدعائهم

في قصيدته المشهورة التي غنتها فيروز

(غنيت مكة)

وابيات القصيدة

غنيت مكة أهلها الصيدا *** والعيد يملأ أضلعي عيدا

فرحوا فلألأ تحت كل سما *** بيت على بيت الهدى زيدا

وعلا اسم رب العالمين *** علا بنيانه كالشهب ممدودا

يا قارئ القرآن صل له *** أهلي هناك وطيب البيدا

من راكع ويداه آنستا *** أن ليس يبقى الباب موصودا

أنا أينما صلى الأنام *** رأت عيني السماء تفتحت جودا

لو رملة هتفت بمبدعها *** شجوا لكنت لشجوها عودا

ضج الحجيج هناك فاشتبكي *** بفمي هنا يغر تغريدا

وأعز ربي الناس كلهم *** بيضا فلا فرقت أو سودا

لا قفرة إلا وتخصبها *** إلا ويعطي العطر لاعودا

الأرض ربي وردة وعدت بك *** أنت تقطف فاروي موعودا

وجمال وجهك لا يزال رجا *** يرجى وكل سواه مردودا
***
في هذه القصيدة مدح سعيد عقل أهل مكة 

المجتمعين لأداء مناسك الحج ووصفهم بالكريمين 

لكن كلمة الصيدا  في هذا البيت اثارت النقاش بين النقاد والادباء

بالرغم ان المعنى هنا واضح وهم الشرفاءً – والكرماء

الذين يتصيدون ضيوفهم

الا أن الاديب الراحل عبدالله نور رحمه الله

كان له رأي آخر في معنى كلمة الصيدا في هذا البيت

ذكر في مقالة قديمة له أن الشاعر عقل كان يهجو ويعرض بأهل مكة

ولم يكن يمدحهم

وقد علق ابنه الاستاذ عبدالرحمن عبدالله نور في مقالة له على ذلك

حيث أخذ برأي الناقد الاستاذ عبدالله الغذامي

عندما سؤل عن رأيه في تلك القصيدة وهل كان فيها تعريض بأهل مكة؟

وكيف حكم عليها عبدالله نور بأن فيها تعريضاً؟

فأجاب الغذامي بقوله:

(المفردات تفهم من سياقها في النص وليس من مخزون المعاجم

وهذه مسألة من أصول الفهم المنهجي 

والكلمة في محلها من السياق وهو نص ترحيبي)

نعم (المفردات تفهم من سياقها في النص...) وهذا هو الصحيح

الغريب في الامر ان :

الشاعر سعيد عقل والمطربة فيروز والملحنين عاصي الرحباني

وأخيه منصور الرحباني المشاركين في ابراز اغنية غنيت مكة

لم يكونا مسلمين

فالشاعر مسيحي والملحن مسيحي والمغنية مسيحية

لكنهم أتفقوا معاً في دعوة للصلاة مع أهل مكة المكرمة

وبقيت هذه الاغنية زمنا طويلا واشتهرت وذاع صيتها

ومازالت تذاع على التلفزيونات وفي كثير من المناسبات الدينية

ولم تشتهر أغنية أخرى أجمل منها أو في جمالها حتى يومنا هذا

بالرغم من ان هذه القصيدة في الستينات الميلادية

orent
ابوعبدالعزيز



***