السبت، 15 نوفمبر 2025

عقدة الاصل

 


عقدة الأصل

تعريف الأصل: الأصل هو مفرد الجزء الأول ‏ ‏ وهو ما يبنى عليه غيره

كأصل قاعدة البناء أي أساسه وأصل الشجرة أي جذورها الثابتة في الأرض

ويقابل الأصل "الفرع"، فهو ما يتشعّب عن الأصل ويُبنى عليه.

فكما أن جذور الشجرة أصلها، وأغصانها فروعها، كذلك في المعاني والمفاهيم؛ يكون الأصل قاعدة،

ويأتي الفرع تابعًا له ومتكئًا عليه فإن الفرع هو ما يقوم على هذا الأصل ويمتد منه

فالفرع هو مقابل الأصل ما يبنى على غيره وهكذا  

إن المعضلة في بعض الأنظمة العربية التي تجعل من الأصل عقدة في المجتمع

إذ انها في هذه الحالة حكومة تُفرِق ولا توحِد ومازالت أرى البعض لديه عقدة الأصول وكأن الأصول قيمة

عزيزي المواطن العربي الدين قيمة والإنسانية قيمة والولاء قيمة والمواطنة قيمة

فالإسلام دين القيم العليا، والمثل السامية ورسالته رسالة القيم الإنسانية

التي تتسم بالربانية والشمولية والثبات والتوازن والعالمية

إن الأصول لا تعني أنها صحيحة ودائمة وشاملة لكل ما يراد للإنسان

ويتمثلها ويعيشها لتحقق مصالحه كلها ونسقها منظم متكامل متناغم لا تضاد ولا تضارب

كما لا ينفك بعضها عن بعض

إن منظومة القيم في الثقافة الإسلامية تقوم على التعاليم الدينية

وهي السمة التي تميزها عن غيرها من المنظومات التي لا تقيم للدين اعتبار

فيجب الا تشكل عقدة الأصل الولاء للدولة التي هاجرت منها أو أن أصولك تعود اليها  

ذلك أنك تريد ان تثبت ولاءك لتلك الدولة عن طريق تنفيذ أجندتها

وهذا ينطبق على اليمن من قديم الزمن وحتى عصرنا الحالي  

فعقدة أصل اليمن خرج منها عقدتان أو أكثر

لإن كل عقدة أصلية يخرج منها عقدتان فرعيتان أو أكثر

وأن موضوعنا هنا له خمس عقد أصلية وكل عقدة من هذه العقد تفرِّع منها عدة عقد فرعية

سوف اتحدث عنها بالتفصيل وهما:

1-0 العقدة الأولى: أصل حضارة اليمن

2-0 • العقدة الثانية: أصل تاريخ اليمن

3-0 • العقدة الثالثة: أصل العرب

4 - 0 • العقدة الرابعة: أصل موطن الجنس السامي

5 - 0 • العقدة الخامسة: أصل أمرؤ القيس

فعقدة الأصل يعاني منها اليمنيون والأتراك على حدّ سواء

وعقدة الاتراك سياسية تاريخية وليست بشرية أو عرقية

إن الذي يدرس التاريخ التركي الذي بدءاً من تجمُّع قبائل الرُّعاة في أواسط آسيا

ونزوحهم غرباً وصولاً إلى هضبة الأناضول سيُدرك أنه لا يوجد تعبير اسمه الأمة التركية

نعم هناك ثقافة مشتركة لتلك القبائل التي احترفت العُنف وأدمنت الغزو وتعطَّشت دائماً للدماء

عندما تمكَّنت قوات العثمانيين من بسط نفوذها وانتزاع القيادة بحدِّ السيف

على أجزاء واسعة من أواسط آسيا وغربها، وصولاً إلى حدود شمال أفريقيا

إن مشكلة الأتراك نفسية إذ لم يكن لهم تاريخ ولا لغة مكتوبة وذلك حتى أواخر القرن الثاني الهجري

وهم أكثر الشعوب التي عانت ولجأت الى التاريخ المركب وانعكس ذلك على سلوكهم وسبب ذلك كراهية للعرب

   وقد حاول الاتراك مبكراً ترميم الماضي بالكذب وإعادة إخراجه من جديد، ولكن دون جدوى

فأنقلب فشلهم لكراهية كل ما هو عربي وشكلت عقلهم الجمعي نحو الانصياع والاذعان

وهي مشاعر مبطنة ومتوارثة بأن ادعو أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تركي الأصل

وأن الاوس والخزرج قبيلتان تعودان إلى أصول تركية النسب والعرق إلى آخِرِهِ من الكذب

وقد تحدث عن ذلك الدكتور طلال الطريفي عن شعوب الأتراك وعقدة الأصل لديهم

في لقاء مع المذيع عبد الله المديفر الذي استضافه في برنامج في الصورة

استمعوا له في هذا الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=zKRMEpqauVs

ويكفي أن نتذكر هنا أن "الأتراك السلاجقة" كانوا السبب وراء الغزوات الصليبية

ذلك أن السلاجقة كانوا لا يُدركون تعاليم الإسلام الصحيحة ولا مبادئه السامية ولا روحه المُتسامحة

فكانت تصرفاتهم حول بيت المقدس مبرراً لحملة أوروبية ترفع الصليب

في مواجهة التشدُّد باسم الإسلام في منطقة الشام وخصوصاً السواحل المُطلة على البحر المتوسط

إن "عقدة الأصل" مشكلة نفسية يعاني منها الأتراك واليمنيون على حدَّ سواء

وإن ما يضن به الاتراك يضن به اليمنيون أيضاً

من أن: اليمن عربي شعبا ولغة وحضارة وهوية وانهم أصل العرب والعروبة

وأصل الساميون أيضاً وهذا غير صحيح

وتوجد في التراث العربي الإسلامي مقولة مشهورة

لأبي عمرو بن العلاء البصري (توفي عام 770 ميلادي)

قال فيها: (ما لسان حِمْيَر وأقاصي اليمن بلساننا وما عربيتهم بعربيتنا)

وقال ابن خلدون: (ولغة حِمْيَر لغة أخرى مغايرة للغة مُضَر (

لكن المحتل الفارسي والحبشي والتركي لليمن هو الذي يغالي في إظهار (عروبة اليمن)

على أنها الأصل عن طريق الادعاء أن اليمن هم أصل العرب مثلهم في ذلك مثل الاتراك

 1- العقدة الأولى: أصل حضارة اليمن

إن حضارة اليمن عريقة تمتد لآلاف السنين، حيث تعتبر اليمن مهدًا للحضارات القديمة

وموطناً لممالك قديمة سبأ، معين، قتبان، وهمدان التي ازدهرت بين القرن الثامن ق.م والقرن السادس

هذه الممالك اشتهرت بالتجارة، خاصة تجارة اللبان والبخور

اعتنقت اليمن المسيحية واليهودية قبل أن تدخل في الإسلام في القرن السابع

لعبت اليمن دورًا دينيًا وثقافيًا بشكل معقول

وازدهرت حضارة في اليمن في العصور القديمة، وخاصة في عصر الدولة السبئية

 ويرجع ذلك الازدهار للدور الكبير لحكم الاحباش لليمن فأزدهر اليمن ازدهارا كبيراً

إن دور الاحباش كان جزء من نسيج المجتمع اليمني فازدهرت الحياة العلمية خلال فترات حكم الاحباش

ولاسيما خلال فترة حكم المرأة الصالحة ملكة سبأ التي جاءت من أكسوم، من إثيوبيا

وهي صاحبة النبي سليمان عليه السلام التي بنت سد العرم ثم جاء بعدها حكم الاحباش من بني نجاح

كان لحسن استخدام الاحباش للمياه والزراعة فأقاموا السدود التي مكنتهم من استغلال الأرض على مدار السنة

كما نشطت مملكة سبأ في تجارة اليمنيون مع مصر وسوريا وبابل في العراق

 وكان لهم أسطول تجاري تشحن سفنه بالبخور لإمداد هياكل بلاد الشرق

وقوافل تخترق الصحراء إلى الشام وفلسطين لنقل السلع التجارية بينها وبين البلاد الأخرى

كانت اليمن دولة متطورة بمقاييس ذلك العصر تنعم بالاستقرار وأطلق عليها (الرومان) العربية السعيدة

 وتوقف الرخاء والازدهار في بلاد اليمن وبدأت الحضارة في الاندثار بعد تصدع سد مأرب

والذي لم يعد يؤدي غرضه وفاضت المياه على ما حوله من القرى والمدن والمزارع

واضطر السكان إلى الهجرة إلى البلدان القريبة والبعيدة ليبدأ مسلسل عدم الاستقرار عبر التاريخ

ففي عهد الدولة الحميرية دخلت اليمن مسرح صراع جديد قوامه صراع الديانات الوافدة

فغدت اليمن موضع تنافس بين دولة الفرس الساسانيين ودولة الروم والاحباش

 وعلى أثر هذا التنافس بين القوى الخارجية الطامعة بدأت اليمن تعاني عدم الاستقرار

وقد تولد عن هذه الحضارة عقداً وفروع كثيرة وتكاثر ذاتي وتخلق رباني

 ما يعرف بنظرية (الجذر والفرع)

تولد عنها عدة حضارات قديمة وهي التي تتناول الحضارات الصيهدية في بلاد اليمن

وسميت بالحضارات الصيهدية نسبة لصحراء صيهد في بلاد اليمن من الألفية الثانية قبل الميلاد

حتى وصول الإسلام في القرن السابع

قامت فيها حضارات وممالك قديمة منذ القرن التاسع قبل الميلاد

ومن أشهر هذه الحضارات القديمة التي شهدتها اليمن القديم ست حضارات سوف أتحدث عنها بالتفصيل وهي:

حضارة معين - حضارة حضرموت - حضارة سبأ - حضارة قتبان - حضارة أوسان – حضارة حمير

1-1 • الحضارة الأولى: مملكة معين

تقع مملكة معين في شمال وادي الجوف، والسبئيون في الطرف الجنوبي الغربي

حيث تمتد من المرتفعات إلى البحر، والقتبانية في الناحية الشرقية منها وحضرموت في الناحية الشرقية منها

ازدهرت مملكة معين خلال الفترة الزمنية (1350ـ 630) ق. م

واتخذت من الجوف مركزا لها وعاصمتها (القرن) ومن أبرز مدنها (نشق وبراقش وكمتنا)

إن مملكة معين قبيلة جنوبية وتقع حالياً شرق صنعاء فتحتها مملكة حمير في القرن الأول قبل الميلاد

وإن نظام الحكم فيها ملكي وراثي، وكان يُطلق على الملك لقب (مزود) بمعنى المقدس

وكانت التجارة دعامة دولة معين، ولا سيما تجارة البهارات واللبان

بدأت معين كقبيلة صغيرة في قرناو أسفل وادي مذاب (حالياً: وادي الجوف)

وهي أقدم الممالك العربية القديمة في اليمن وشبة الجزيرة العربية

كان المعينيين أبناء عمومة السبئيون والحضارم

إن مؤسس مملكة معين أو معان هو الملك معين الرهوي الاول في الجوف

وقد خاضت هذه المملكة اليمنية حربا مع مملكة دومة الجندل شمال السعودية حاليا

لكن جيشها تعرض لهزيمة كبرى وعاد إلى الجوف في اليمن مكسوراً وكان ذلك في القرن الثامن قبل الميلاد

وانقلب سادن المعبد كرب ايل وتر على الملك معين الرهوي الثاني الذي غزا مأرب

ويعتقد الكثير من المؤرخين أنها هي أرض سبأ واحتلها وغير اسم مملكتها إلى مملكة معين) عام 350ق (

إن ملوك معين، وكذلك ملوك سائر الحكومات العربية الجنوبية كانوا يحملون ألقاباً مثل:

  • "يثع" بمعنى المنقذ أو المخلص،
  • "صدق" "صدوق" أي "الصادق" و"العادل" و"الصدوق"
  • "ريم" "ريا م" بمعنى "العالي"
  • "نبط" بمعنى "المضيء"
  • "وقه" بمعنى "المجيب" و"المطيع"، وربما بمعنى "الآمر"
  • "يفش"، بمعنى "الفخور" و"المتكبر" أو "المتعالي"
  • "يشر" بمعنى "المستقيم"
  • "فرح"، بمعنى "الوضاح"،أو "لمنير" أو "المشرق"
  • "وتر"، بمعنى "المتعالي"
  • "بين" بمعنى "الظاهر" والبين

عمل المعينيون في التجارة مع مصر وبلاد الرافدين واليونان

وأُستندَ اقتصادهم على الزراعة وتصدير اللبان، والتوابل، والأسلحة، ومواد أخرى

لم تذكر معين ضمن أعداء سبأ في نقوش المكاربة المؤسسين 

فقد غاب أي ذكر لمعين في الحملات العسكرية التي قادها المكاربة السبئيون الأوائل وكانت معين حليفًا لسبأ

ويبدوا انها في ذلك الوقت لم تشكل أي خطر تجاه سبأ في السيطرة على طريق القوافل

الذي كان يمر من وادي الجوف وعلى النقيض من ذلك فقد تعرضت مملكة نشان

 لحملات عسكرية سبئية في عهد كربئيل وتر أواسط القرن السابع قبل الميلاد

بسبب محاولتها توحيد مدن الجوف، والوقوف ضد الزحف السبئي للسيطرة على بقية قبائل جنوب الجزيرة العربية

ويبدو أن مدينة نشان كانت تحت سلطة حكومة معين خلال القرن الثالث - الثاني قبل الميلاد تقريباً

وظلت كذلك حتى آخر شهادة لنفوذ معين على نشان في عهد "اليفع يشُر" ملك معين

خلال النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد تقريباً

كانت معين تحت النفوذ السبئي وذلك من القرن الخامس إلى القرن السابع قبل الميلاد تقريباً

ومع أفول القرن الخامس قبل الميلاد تفقد مملكة سبأ سيطرتها على بقية الممالك المجاورة

وتنطوي صفحة من صفحات تاريخ قبائل وممالك جنوب الجزيرة العربية والهيمنة السبئية التي دامت قرابة ثلاثة قرون

وتفتح صفحة جديدة متميزة بالنشاط التجاري المكثف بين ممالك جنوبي جزيرة العرب

خصوصاً مملكة معين - وبين مدن سواحل حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقية

إن هيمنة معين على الطريق التجارية بين الجنوب والشمال

وأقامه جاليات تجارية في الأسواق المهمة: منها: تمنع وشبوة والفاو ودادان ومصر وديلوس

وهو ما تؤكده النقوش المعينية

كانت مملكة معين تشبه إلى حد كبير "دولة التجار"، التي كانت تسيطر على شبكات تحالفات مختلفة

كما كانت مكة عشية الإسلام وعلى النقيض من مملكة سبأ وقتبان وحضرموت

لم تكن مملكة معين تمتلك سوى القليل من القوة السياسية أو العسكرية، ولم تحتف النقوش المعينية قط بالمآثر العسكرية

ولا يبدو أن المملكة اكتسبت جيش على الإِطلاق

بخلاف ممالك سبأ وقتبان وحضرموت وهو ما يعني أنهم لم يدْعُوا أبدًا الهيمنة على جنوب الجزيرة العربية

انقرضت حكومة "معين" وحلَّ محلَّها حكومة "سبأ"

1 - 2 • الحضارة الثانية:  مملكة سبأ:

ورد في نصوص سومرية كلمة» سبا «في كتابة «لجش تلو» ويعتقد أن المقصود أرض سبأ

وذلك منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد

كانت مملكة سبأ متطورة تنعم بالاستقرار بمقاييس ذلك العصر

وقال هومل أن كلمة «سابوم» الواردة في نصوص لملوك أور هي ذاتها سبأ المذكورة في العهد القديم والقرآن

إن مملكة سبأ هي مملكة عربية يمنية قديمة تقع في مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء

وهي من الممالك العتيقة في شبه الجزيرة العربية المذكورة في العهد القديم

وسبأ من الحضارات القديمة التي سيطرت على طرق التجارة بين الهند وحضارات بلاد الشام وشمال المتوسط

وهناك اختلاف حول مرحلة نشأتها فهي موجودة من القرن الحادي عشر قبل الميلاد على الأقل

 إلا أنها ظهرت بوضوح في القرن العاشر ـ التاسع قبل الميلاد

كانت أقوى الاتحادات القبلية في اليمن القديم ولم يرتبط اسم اليمن بأي مملكة بقدرها

استطاعت المملكة تكوين نظام سياسي وصفه علماء العربية الجنوبية بأنه فيدرالية

ضمت مملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معين وكل القبائل التابعة لهذه الممالك

والجدير بالذكر أن مملكة سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في المرتفعات والتهائم تسمى مملكة حِمْيَر

وأسسوا عددا من المستعمرات قرب فلسطين والعراق كما تشير نصوص أشورية

 وبعض من الاخبار الوارد في العهد القديم يعطي لمحة عن وجود سبئ قديم في تلك المناطق

إن الكثير من تاريخ المملكة السياسي غامض، ونجح المستشرقون في إعادة كتابة تاريخ هذه المملكة

وتنقيته من الخرافة والوضع الذي شابه من الإخباريين بعد الإسلام أو الثقافات الأخرى المرتبطة مثل إثيوبيا

إن ثراء سبأ وشعبها يظهر في العديد من الأدبيات الكلاسيكية اليونانية والبيزنطة والعبرية

ولمملكة سبأ أهمية خاصة لدى الشعوب القديمة حول البحر الأبيض المتوسط

 كونها مصدر القوافل التجارية المحملة بالبخور وغيرها من التوابل العطرية

إن مؤسس مملكة سبأ هو كرب إيل وتر نحو عام (650 ق م - 685 ق م) ويعد أقوى حكام سبأ على الإطلاق

وهو المؤسس الفعلي لمملكة سبأ ومنظمها

وتعتبر مدينة صنعاء مدينة سبئية بناها ملك سبأ وذو ريدان، عام 140-150

في التقويم السبئي الموافق 1070-1080 قبل الميلاد

ونال السبئيون وشخوصها نصيباً كبيراً من القصص التي وردت في القرآن الكريم ومنها

أصحاب الجنة، وأصحاب الأخدود، وإرم ذات العماد، والنبي سليمان وملكة سبأ

 والسيل العرم، وذو القرنين، والفيل وأبرهة ومحاولة هدم الكعبة وغيرها

إن ملكة سبأ شخصية تاريخية ورد أسمها في الديانات السماوية الثلاث الاسلام واليهودية والمسيحية

ومن وجهة نظر العلماء المعاصرين اليوم فإن ملكة سبأ جاءت من أكسوم، وهي مملكة قديمة في إثيوبيا

وإن ملكة سبأ هي التي بنت سد العرم وهو المسناة بلغة حمير وهي صاحبة النبي سليمان عليه السلام

بنته بالصخر والقار وجعلت له أبوابا ثلاثة بعضها فوق بعض، والعرم مشتق من العرامة وهي الشدة

ذكرت قصتها في القرآن الكريم في سورة النمل وتبدأ قصة ملكة سبأ بطائر الهدهد الذي أخبر سليمان عن أرض سبأ

وأخبره أن هذه الأرض تحكمها امرأة "إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)

وبالإضافة إلى ذلك، وجد الهدهد أن الملكة ورعاياها كانوا "يسجدون للشمس من دون الله

وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون"

وعند سماع هذه الأخبار، أمر سليمان الهدهد بتسليم رسالة إلى ملكة سبأ، دعاها فيها إلى الإيمان بالله

ودعيت ملكة سبأ إلى زيارة بيت المقدس

تلقت ملكة سبأ كتاب سليمان عليه السلام بعد أن ألقاه الهدهد إليها..

وعلى الفور عقدت اجتماعًا لمجلس الشورى.. أبلغت كبار مستشاريها أنها ألقي اليها كتابا من سليمان وقرأته عليهم

ثم آثرت ملكة سبأ السلامة لبلدها وشعبها وبادرت بالقدوم إلى مملكة سليمان في «بيت المقدس» معلنة ولاءها

فآمنت بالحق الذي يدعو إليه سليمان عليه السلام

لذلك، قررت ملكة سبأ السفر للقدس، وقبل وصولها جمع سليمان الجن وأمر أحدهم

بأن يأتي بعرش الملكة إلى قصره ليعرف ما إذا كانت قادرة على التعرف إليه

وعلى الرغم من أن الملكة كانت على دراية بالقوة العسكرية لمملكتها، فإنها اختارت أن تتبع منهجا أكثر دبلوماسية

وقالت: "ِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ

وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون" 

وأحضرت ملكة سبأ معها "موكبا عظيما من جمال حاملة أطيابا وذهبا كثيرا وحجارة كريمة"

ورفض سليمان الهدايا التي أرسلتها ملكة سبأ إلى القدس قائلا: ".. أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم، بل أنتم بهديتكم تفرحون"

وهدد باتخاذ إجراءات عسكرية قائلا: "ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون".

وطرحت ملكة سبأ على سليمان الأسئلة التي أعدتها

وكان الملك قادرا على الإجابة عليها جميعا، وانبهرت الملكة بحكمته وبثراء مملكته

وقد ذكرت قصص العهد القديم عن الثروة الهائلة التي تمتلكها ملكة سبأ

حيث "أعطت النبي سليمان عليه السلام مئة وعشرين وزنة ذهب وأطيابا كثيرة جدا وحجارة كريمة.."

وبالمثل، عامل النبي سليمان عليه السلام الملكة بسخاء كبير أثناء إقامتها في القدس

إذ أعطاها "كل مشتهاها الذي طلبت ما عدا ما أعطاها حسب كرم الملك سليمان"

)قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

 واعتقدت أن الأرض الزجاجية مبللة بالماء، فرفعت ثوبها حتى لا تتبلل ملابسها

ثم اعترفت ملكة سبأ بذنبها وأسلمت لله رب العالمين

بعد ذلك، عادت ملكة سبأ إلى بلدها، ولم تُذكر في القصص من جديد

أن أعظم لغز يحيط بقصة ملكة سبأ يتمثل في موقع سبأ نفسه

يقال إن ملكة سبأ من إثيوبيا، استنادا للمؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس من القرن الأول ميلادي

والذي أفاد بأن سبأ هي إثيوبيا

ويوافق وجهة نظر العلماء المعاصرين اليوم، يقال إن ملكة سبأ جاءت من أكسوم، وهي مملكة قديمة في إثيوبيا

وثمة فكرة أخرى بديلة مفادها أن سبأ هي مملكة قديمة تقع في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية

فيما يعرف اليوم باليمن اليوم

لم يُذكر اسم ملكة مملكة سبأ في القرآن الكريم إنما ذُكرت قصتها دون التصريح باسمها

وذكر أنها امرأة (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) في حين يشير مصدر مسيحي إليها باسم "نيكولا"

أما الإثيوبيون فيعتبرون ملكة سبأ كوالدة للشعب الإثيوبي فيشيرون اليها باسم "مكيدا"

قال الباحث والكاتب المختص بدراسات الآثار (ومي نغرين) في تقريره الذي نشرته مجلة "أنشينت أوريجينز" البريطانية

 إنه في حين أن معظم الناس يعتبرون ملكة سبأ شخصية دينية، فإن الإثيوبيين يرونها كوالدة للشعب الإثيوبي

ويعتقدون أن أصول سلالة النبي سليمان عليه السلام – كانت تحكم إثيوبيا حتى عزل آخر حكامها

وهو هيلا سيلاسي الأول في عام 1974- الذي يعود أصله لملكة سبأ

إن ما شهدته وعايشته بلقيس فور دخولها مملكة نبي الله سليمان عليه السلام

جعلها تصارح نفسها وقومها وشعبها بأعظم حقيقة وهي تردد شهادتها التي خلدها القرآن الكريم 

وعاشت قصتها عبر مسيرة الزمان كملكة حكيمة كان سداد رأيها سبيلا لهدايتها وهداية قومها

وتكشف الآيات الكريمة التي تحدثت عن قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ

عن صفات سياسية وأخلاقية حميدة لملكة سبأ منها:

-1   أن ملكة سبأ تتمتع بأدب عالٍ وأخلاق سامية جعلتها تصف كتاب سليمان عليه السلام بأنه «كتاب كريم»

على الرغم مما تضمنه من حزم وحسم شديدين، وطلب حضورها بإذعان تام ودون استعلاء

2 - إن ملكة سبأ تطبق بعزم وإصرار نظام «الشورى» في كل أمور الحكم، وتأبى أن تنفرد برأيها

وتحرص على سماع آراء مساعديها بحرية كاملة، وتشجعهم على تزويدها بخبراتهم وتقديراتهم للأمور

ثم تختار ما تراه مناسبا لمصلحة المملكة

3 - تتمتع الملكة بلقيس بفكر رشيد، وآراء صائبة، وحكمة في مواجهة المستجدات

وقد سجل القرآن قولها: «إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً».. ولم يكتف القرآن بذلك

بل أكد القرآن الكريم هذا الرأي، فقال تعالى: «وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ»

 - 4 تميزت إجابتها عن سؤالها عن عرشها بالذكاء والحيطة، فقد أتى به أحد أعوان سليمان عليه السلام في طرفة عين

وجرى تنكيره لاختبارها، بسؤالها: «أَهَكَذَا عَرْشُكِ»

فجاءت إجابتها: «كَأَنَّهُ هُوَ»

لم يكن أمامها في تلك اللحظة أن تجيب بغير هاتين الكلمتين «كَأَنَّهُ هُوَ»

كانت ستجد نفسها أمام تساؤل مهم إذا أقرت أنه عرشها وهو: كيف سبقها منتقلا من مملكتها سبأ إلى مملكة سليمان

فإذا نفت صراحة أنه عرشها فستجد نفسها أمام تساؤل آخر:

كيف استطاع أعوان سليمان تقليد عرشها بهذه الجودة والدقة

كانت بلقيس تتأمَّل العرش وهي تقول: «كَأَنَّهُ هُوَ»

إن ما شهدته وعايشته بلقيس فور دخولها مملكة نبي الله سليمان عليه السلام

جعلها تصارح نفسها وقومها وشعبها بأعظم حقيقة وهي تردد شهادتها التي خلدها القرآن الكريم حتى تقوم الساعة:

«قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»

وبالإضافة لذلك لعبت ملكة سبأ دورا مهما في تاريخ وهوية الشعب الإثيوبي وكذلك في الثقافة اليمنية

إن مملكة سبأ هي الحضارة الاولى: التي حكم فيها السبئيون وأمتد نفوذهم على السواحل الشرقية لقارة أفريقيا

وخاصة المناطق الشمالية من اثيوبيا ارتيريا وتمدد حكمهم إلى أجزاء من أفريقيا

وقد وظفت قصة في العهد القديم بطريقة أخرى من قبل المسيحيين فعلى سبيل المثال، يقال:

إن ملكة سبأ تنبأت بظهور مريم العذراء

ويقال: إن هداياها المتكونة من الذهب والتوابل والحجر تعكس الذهب واللبان

ونبات المر الذي قدمه "المجوس الثلاث" إلى المسيح طفلا

لقد أطلق على مملكة سبأ القاب منها العربية السعيدة - و"أرض الجنتين" سميت بهذا الاسم قرون طويلة

ولكنّ هذه التسمية والسعادة والرخاء والازدهار في بلاد اليمن السعيد توقّف

وبدأت حضارة مملكة سبأ في الاندثار بسبب تخريبات وتصدعات في سد مأرب

والذي لم يعد يؤدي غرضه بعد سقوطه وانهياره وفاضت المياه على ما حوله من القرى والمدن والمزارع

وقد وثق الانهيار في أوائل زمن الملك ذمار علي يهبر

واضطر السكان إلى الهجرة الداخلية والخارجية وإلى البلدان القريبة والبعيدة في القرن الثاني الميلادي

 ولم يهاجر الجميع بعد سيل العرم، إنما تفرق أهل مأرب في البلاد وبقيت القبائل في اليمن

ودخلت اليمن حقبة جديدة قوامها صراع الديانات الوافدة في عهد الدولة الحميرية اليمنية

فغدت موضع تنافس بين دولة الفرس «الساسانيين» ودولة الروم

وعلى إثر هذا التنافس بين القوى الخارجية الطامعة، بدأت اليمن تعاني عدم الاستقرار

1 – 2 – 1 الجغرافيا المحيرة لسبأ

يذكر أن أعظم لغز يحيط بقصة ملكة سبأ يتمثل في موقع سبأ نفسه

هل عاشت ملكة سبأ في اثيوبيا أم اليمن

يقال إن ملكة سبأ من إثيوبيا، استنادا للمؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس من القرن الأول ميلادي

والذي أفاد بأن سبأ هي إثيوبيا

وكذلك وجهة نظر العلماء المعاصرين اليوم ويقال إن ملكة سبأ جاءت من أكسوم وهي مملكة قديمة في إثيوبيا

وثمة فكرة أخرى بديلة مفادها أن سبأ هي مملكة قديمة تقع في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية

فيما يعرف اليوم باليمن

وعلى الرغم من أن الأدلة الأثرية أظهرت أن هناك بالفعل حضارات قديمة ازدهرت في تلك المنطقة

فإن القطع الأثرية المكتشفة كانت مؤرخة في القرن السابع قبل الميلاد، أي بعد حوالي 300 عام من حكم سليمان

ولكن خلال الثمانينيات من القرن الماضي، أظهرت اكتشافات جديدة أن حضارة سبأ كانت موجودة بالفعل

خلال القرن العاشر قبل الميلاد مما يجعل النظرية مقبولة من الناحيتين التاريخية والأثرية

وعلى أي حال، لم يعثر على إجابات قاطعة

ولا توجد إجابة واضحة عن السؤال المتعلق بموقع مملكة سبأ في الوقت الحالي

1 – 2 – 2 السبئيون هم من أسس خط المسند

أسس السبئيون نظام الكتابة القديم المعروف خط المسند (     )

وكونوا مملكة قديمة قامت فيما يعرف الآن بإثيوبيا وإريتريا واليمن

كانت موجودة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد على الأقل

 إلا أنها ظهرت بوضوح في القرن العاشر ـ التاسع قبل الميلاد وكانت أقوى الاتحادات القبلية في اليمن القديم

وإن نظامها السياسي القديم الذي كان يعتمد على الممالك والمدين القديمة التي كانت تحكم مناطق محددة في البلاد

كما اشتهرت الحضارة اليمنية بتجارتها وزراعتها الوفيرة خاصة في زراعة البن والتوابل

التي كانت تعد مصدر رئيسي للتجارة والاقتصاد في المنطقة

سميت مملكة سبأ "أرض الجنتين" لقرون طويلة

وخلال مراحل تطورها أصبحت واحدة من أكبر المدن في الجزيرة العربية ومحطة مهمة في "طريق اللبان" التجاري

الذي ربط ميناء قنا على البحر العربي في الجنوب وميناء غزة على البحر المتوسط شمالا

يعتبر سد مأرب أحد أهم وأقدم منظومات الري المتطورة والعجائب الهندسية لحضارة سبأ

وحِيكت في بنائه الأساطير، فضخامة حجارته جعلت الناس يتناقلون أن من بناه هم عمالقة من قوم عاد

وبفضل السد تحولت مدينة مأرب إلى واحدة من حواضر العالم القديم

أن مصارف السد تشير إلى أن ذلك كان نتاجا لتطور فكر عمراني قديم في السيطرة على المياه

وعقب اكتمال بناء السد، جرى التحكم في نزول المياه بواسطة قنوات تصريفية في الشمال والجنوب

تسير بالمياه إلى قنوات فرعية عبر الحقول وأسهم الطمي الناتج عن السد في توسع الأراضي الخصبة

وبسببه تحولت الزراعة إلى مورد اقتصادي للحضارة السبئية وعامل استقرار على مر قرون طويلة

إذ كان يروي مساحة شاسعة تُقدر بأكثر من 72 كيلومترا

وكانت قراهم متصلة ببعض ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة

لكن هذه النعمة لم تشكر وإنهم بطروا عيشهم

وكرهوا نعمة تيسير وسائل السفر ومنحهم الأمان والاطمئنان خلاله

فكفروا بأنعم الله وغيروا ما بأنفسهم

وقالوا: لو كان جَنَى جناتنا أبعد مما هي كان أجدر أن نشتهيه

ولشؤمهم وضيق تفكيرهم وشقائهم - تضرعوا الى الله وقالوا:

ربنا باعد بين أسفارنا واجعل بيننا وبين القرى المباركة، مفاوز وصحاري متباعدة الأقطار

بدل تلك القرى العامرة المتقاربة حتى نبيت في الفلوات والصحاري

فهم - كما يقول صاحب الكشاف: بطروا النعمة وسئموا من طيب العيش وملوا العافية

فطلبوا النكد والتعب كما طلب بنو إسرائيل البصل والثوم مكان المن والسلوى

وبعدما بطر القوم نعمة الله وغمطوا كرامته أرسل الله عليهم سيل العرم

قال تعالى:

(فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ)

فأرسل الله عليهم سيل العرم وهو واد يدعى العرم كان إذا أمطرت سالت أودية اليمن إلى العرم

واجتمع إليه الماء فتعمد سبأ إلى العرم فيسدوا ما بين الجبلين ويحجزوه بالصخر والقار

فانسد زمانا من الدهر لا يخافون ضررالماء ثم أنهدم السد فغرقت قراهم وخربت ديارهم

وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وجعل طعامهم أثلا وخمطًا

وشيئًا من سدر قليل جزاء بكفرهم

يرى العالم الآثاري النمساوي إدورد جلازر أن عهد البناء الأول للسد يعود إلى ما بين 700 و750 ق م 

فأنهار السد بسبب الحطام والفيضانات وبسببه الحق ضرر بالأرواح والممتلكات

فلما أصابهم ما أصابهم قطعهم الله في البلاد كل مقطع فمُزِّقوا وتفرقوا وشتتوا في مشارق الأرض ومغاربها

بعدما كانوا مجتمعين، وجعلهم اللّه أحاديث يتحدث بهم، وأسمارا للناس

وكان يضرب بهم المثل فيقال: فرقوا أيدي سبأ - فأصبح الكل يتحدث بما جرى لهم

ليضطر سكانها إلى الهجرة شمالا إلى وسط وشمال الجزيرة العربية

ولحق غسان بالشأم، وأما خزاعة فلحقوا بتهامة، وأما الأزد فلحقوا بعُمان

إن مملكة سبأ حضارة عريقة وتاريخ ممتد دمرها سدَّ وشرد أهلها

دُمّرت المدينة جراء الانهيارات الأرضية والفيضانات العارمة التي ضربت سد مأرب وتراجعت الزراعة والتجارة

كما أن ظهور دولة حِمْيَر كقوة ضاربة والصراع بين المملكتين شكّل بداية أفول مملكة سبأ في القرن الثاني بعد الميلاد

وانتهى العداء بهزيمه سبأ على يد حمير المدعومة من: من مملكة حضرموت ومن مملكة كندة النجدية

1 – 2 – 3 • بلقيس الثانية

ليست بلقيس المرأة الوحيدة التي حكمت اليمن، بل يوجد أمرأه أخرى حكمت اليمن وهي:

الملكة أروى بنت أحمد الصليحي ملكة الدولة الصليحية في اليمن والتي تأسست عام 1040

 إن أروى بنت أحمد الصليحي أول ملكة في الإسلام وهي ملكة الدولة الصليحية في اليمن

وتلقب ببلقيس الثانية وبالسيدة الحرة

وهي امتداد بلقيس التي حكمت اليمن في زمن النبي سليمان التي جاءت من أكسوم في اثيوبيا

وقد سميت أروى لأنها قامت ببناء الساقيتين في جبلة، وجامع الجند في تعز

وأروت أهلها بالماء كما يقول كثير من المؤرخين

بدأت نشاطها السياسي منذ عهد علي الصليحي، إذ كانت أشبه ما تكون بالمستشارة له

ولما مات الملك ورث العرش زوجها، وبعد رحيل الزوج الذي شاركته نصف الحكم أثناء حياته

نالت النصف الآخر بعد مماته في 1093م.

وجاءت المملكة الصليحية بعدما سقطت دولة بني زياد عام 1018

عندها قامت دولة (الصليحيين) على يد مؤسسها (أبي الحسن علي بن محمد الصليحي)

وذلك في عام (439 هـ) وينسب آل الصليحي إلى قبيلة الأصلوح

 التي تعد حياً من (الأحجور) الحاشدية الهمدانية

1 – 2 – 4 • حكمها

إن أول ما قامت به أروى أحمد الصليحي، بعد أن غادرت صنعاء

أن اتخذت مقرها في قصر شيده زوجها في حصن في مدينة جبلة التاريخية في اليمن وهو قصر أثري

يقع في مدينة جبلة التاريخية في اليمن ومدينة جبلة هي التي ولدت بها الملكة أروى

 كان القصر مقراً لإقامة الملكة أروى ملكة الدولة الصليحية

التي حكمت اليمن في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين

لقد كان القصر مقراً لإقامة الملكة أروى ملكة الدولة الصليحية وبه 365 غرفة بعدد أيام السنة

تنام في غرفه في كل يوم

قامت أروى بنت أحمد الصليحي بتدبير المملكة خير قيام وبسطت سلطانها على القبائل اليمانية فخضع الناس لها

وكانت الرسائل التي يبعث بها المستنصر بالله الفاطمي إِلى اليمن تصدر باسمها

وامتدت أيام حكمها بعد ذلك أربعين سنة

استطاعت في أثنائها أن تمارس سيادتها على الإِمارات اليمنية الصغيرة من دون إِخضاعها

كانت البلاد وقتها تحكم من قبل عشائر عديدة وصغيرة مثل:

بنو معن الأصابحة وهم حكام عدن ولحج في تلك الفترة وبنو الكرندي المعافر

 وكانوا يسيطرون على تعز،واب وغيرهم كانوا يسيطرون على حصون عديدة في صعده وحول صنعاء وحراز

ويصف أحد المؤرخين صنعاء بأنها كالخرقة كل شهر عليها حاكم جديد

حتى قامت دولة بني نجاح عام 1022 في تهامة وعاصمتهم زبيد 

وظهر علي بن محمد الصليحي في نفس الفترة في المرتفعات كان سنياً في الحقيقة، بل والده كان قاضيا شافعياً

لكن اعتنق علي بن محمد الصليحي المذهب الإسماعيلي لتأثره بدعوة رجل الدين سليمان الزواحي

ثم راسل علي بن محمد الصليحي الخليفة الفاطمي المستنصر بالله في مصر

 يطلب منه السماح بإظهار الدعوة الاسماعيلية بعد أن كانت سرية

والسبب في ذلك يعود لخشية الصليحي أن تقوم الدولة العباسية في بغداد بإرسال جيش إلى اليمن لقمع الإسماعيلية

فرأى في الفاطميين في مصر حليفا موثوقا ما فكر العباسيون بقمع حركته

لم يعلن على الصليحي دعوته حتى العام 1047 بعد توافد قبائل يام وهمدان

 لم تكن كل همدان ففروع من حاشد التفت حول زعماء إقطاعيين

إلا أن الصليحي تمكن من القضاء عليهم ثم توجه جنوباً فسيطر على نخلاف الجند تعز

ومخلاف جعفر إب وعدن وزبيد ثم حضرموت 

وبحلول عام 1062 كان حكم الصليحين قد شمل بلاد اليمن واتخذ من صنعاء عاصمة لدولته

وتمكن الصليحي من تأسيس ما عرف بالدولة الصليحية وسيطر الصليحي على صنعاء عام 1040

وبنو صليح هي سلالة إسماعيلية المذهب حكمت معظم أراضي اليمن بين عامي 429 - 532 هـ/1047 - 1138 م

ودانت بالولاء اسمياً للفاطميين، ومؤسسها علي بن محمد الصليحي وذلك في عام 429 هجرية

رغم أن ملوك بنو صليح كانوا إسماعيلية

إلا أن الملاحظ أنهم لم يحاولوا فرض مذهبهم على أحد ولم يضطهدوا الشافعية والزيدية

أما الملكة أروى بنت أحمد الصليحي التي تعتبر دهاء في خدمة الشعبوية

التي تنكر تفضيل العرب على غيرهم وتحاول الحطّ من قَدْرهم

تروي كتب التاريخ أن الملكة أروى بنت أحمد الصليحي احتالت على ملك يقال له عمرو ذو الأذعار

كان ظالما متجبرا لقي منه الناس كثيرا من الأذى، وداهنته بلقيس حتى تمكنت منه وقتلته ثم علقت رأسه على باب المدينة

ولقي ذلك استحسانا من ملوك حمير وأبنائها، وسلموا لها بالزعامة

قامت الملكة أروى بنقل العاصمة من صنعاء إلى جبلة بمحافظة إب حالياً

وسبب ذلك يعود لموقع جبلة الإستراتيجي في مرتفعات اليمن الوسطى الخصبة زراعياً

وسهولة الوصول للمناطق الجنوبية من البلاد وبالذات عدن

 حكمت السيدة الحرة كما تُعرف في كتب التاريخ اليمنية باقتدار ولا تزال تذكر بأعجاب ومحبة

ويشهد على ذلك كتب التاريخ والأدب اليمني والتقاليد الشعبية

حتى أنها سُميت بلقب بلقيس الثانية في إشارة بملكة سبأ الأسطورية

تلك الملكة التي اوتيت من الملك والحكمة أن جعلت نبي الله سليمان -عليه السلام يذهل من ذكائها

وهو الذي وهبه الله ملكا لم يجعله لأحد بعده

ويقال إن طول عرشها 30 ذراعا (نحو 15 مترا) وعرضه وارتفاعه في السماء كذلك

وكان مصنوعا من الذهب ومكللا بالدر والياقوت

1 – 2 – 5 • وفاتها

وعلى إِثر وفاة الملكة أروى فقد سقطت دولة الصليحين عام 1138 بعدما عمرت أروى طويلاً

وتوفيت الملكة أروى بمدينة جبلة عام 532هـ/1138م عن عمر ناهز السادسة والثمانين

ودفنت بجامعها الذي أنشأته في جبلة

لم يكن في الأسرة الصليحية من هو أهل للقيام بأعباء دولتها الواسعة

فأوصت إلى أمير عدن، سبأ بن أبي السعود ابن زريع لتولي الأمر من بعدها

غير أن هذه الدولة ما لبثت أن تفتت وطويت صفحتها من سجل تاريخ اليمن

بعد ما دبّ الضعف في جسد الدولة الصليحية وتفككت أوصالها وصار الأمر فيها إِلى الأمراء من آل زريع

وانقسمت البلاد إلى خمس سلالات متنازعة على طول الخطوط الدينية

وانتهى أمر الصليحين تماماً بعد أن غزا اليمن توران شاه بن أيوب اليمن سنة 569 هـ

وهو ما سهل على الدولة الايوبية دخول اليمن عام 1174 

1 – 2 – 6 • مدح علمها الشاعر محمد أحمد منصور:

تلك أروى، خليفة الله في *** الأرض، ولله مثلها الخلفاء

صنعت للبلاد ما عجزت بالأمس*** عنه عمائم الشيعة البيضاء

ليت أهل اللحى الطويلة تبني *** ما بنته الضفائر السوداء

كم أقامت مدارساً شامخات*** نهلت من علومها الأبناءُ

تلك أروى في مفرق الدهر تاج *** تتحدى بها الرجالَ النساءُ

1- 3الحضارة الثالثة: مملكة حضرموت:

مملكة حضرموت مملكة قديمة نشأت في جنوب الجزيرة العربية في القرن الثالث الميلادي (330 ق.م)

كانت حضرموت إحدى الممالك العربية الجنوبية الست القديمة في اليمن القديم، إلى جانب:

سبأ - ومعين - وقتبان - وحمير - وأوسان 

ووصلت حتى شواطئ شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الفترة من القرن السابع حتى القرن الثاني قبل الميلاد

وفي بداية العصر الميلادي، استفادت حضرموت من انفتاحها المزدوج على الجانب البري

ممثلا بالمناطق الصحراوية، والبحري على المحيط الهندي

يذكر أن حضرموت هي الاحقاف وهذه فيها نظر فلا ذكر لها في كتابات خط المسند

فالنصوص السبئية القديمة ذكرت هذه الأرض بلفظة حضرموت ولم تذكر شيئا قريبا من «أحقاف»

حتى القرآن لم يذكر موطن الأحقاف ولم يعينه، بل عينه المفسرون نقلا عن أهل الأخبار 

وكلمة أحقاف تعني الرمل والرمل متواجد بكل شبه الجزيرة العربية

وسُمِّيت بحضرموت نسبةً لعامر بن قحطان الذي يُعد أول شخص نزل بحضرموت

وكان إن حضر أي حرب يكثر فيها السفك والقتل

وقيل فيه: إن حضر عامر (حضر موت) ومن هنا جاءت تسميتها بهذا الاسم

وقد أنشأ بن عامر مملكته على أنقاض دولة عاد التي أُنشئِت قبل ميلاد المسيح بثمانية عشر قرنًا

واستمدت حضرموت وعاصمتها شَبْوَة التي تعتبر العاصمة القديمة لحضرموت

ثرائها بشكل رئيسي من تنظيم تجارة البخور

وتأثرت (شَبْوَة) بالغزوات في القرن الثالث إلا أنها بقت حتى القرن الخامس

وقد جاء ثراء شَبْوَة في بعض جوانبه بسبب موقعها الجغرافي فهي تطل على الحدود الجنوبية لوادي حضرموت

وتتصل مع الوديان الفرعية من خلال الطرق التي تم إنشاؤها

 إذ تتمركز حضرموت حول وادي حضرموت ووادي المسيلة

ويحدها من الشرق والجنوب المحيط الهندي ولذلك فإن المدينة تقع عند ملتقى عدة طرق

منها ما يربطها مع الأقاليم الشرقية لحضرموت

وأخرى مع مملكة قَتَبَان من الجهة الجنوبية الغربية، وأخرى باتجاه شمال شرق وادي مَعْيَن

ومن ثم شمال الجزيرة العربية وشرق منطقة البحر الأبيض المتوسط

وفي أواخر القرن السابع قبل الميلاد، كانت حضرموت ومملكة قتبان المجاورة في البداية

حلفاء للملك كربئيل وتر من مملكة سبأ المجاورة 

ولكن بحلول القرن السادس قبل الميلاد، أصبحت حضرموت وقتبان تحت سيطرة سبأ

وبعد أن استعادت حضرموت وقتبان استقلالهما عن سبأ في القرن الخامس قبل الميلاد

ثار الحضارم القتبانيون والمعينيون معًا على هيمنة سبأ

وأصبحوا هم الممالك المهيمنة في المنطقة العربية الجنوبية مكان سبأ

بدأ ظهور حكّام حضرموت لأول مرة بالاسم بدءًا من القرن الخامس قبل الميلاد

وسرعان ما شرعت حضرموت في انتهاج سياسة توسعية ناجحة ضد سبأ متحدية الهيمنة السبئية

وفي القرن الأول قبل الميلاد، انضمت حضرموت إلى تحالف شكله كل من:

قتبان وردمان ومذي والبدو الأعراب ضد السبئيين

وحضرموت مثل غيرها من دول جنوب الجزيرة العربية، مارست الزراعة التي تتطلب تقنيات الري بالسيول والآبار

وأنتجت حضرموت العطور، وخاصة اللبان، الذي كان يزرع في منطقة ظفار الواقعة ضمن أراضيها

وذكر المؤرخ اليوناني الروماني بليني الأكبر نوعاً من المر يسمى (حضرموتي)

وتتجلب المنتجات العطرية مجرد حصادها إلى ميناء سمهرم ومن هناك يتم شحنها إلى قنا

حيث يأخذها تجار طريق تجارة البخور ويحملونها شمالًا إلى شبوة

ثم عبر قتبان وسبأ ومعين، قبل التوجه شمالًا. نحو الواحات التي يعيش فيها العرب

وهكذا شكلت شبوة عاصمة حضرموت بداية طريق البخور الذي كان يمر عبر الحدود الغربية للصحراء العربية

حتى ميناء غزة على البحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى طريق آخر لتجارة البخور

يمتد إلى الشمال الشرقي حتى الجرهاء 

ولذا فقدت حظيت حضرموت بإيرادات كبيرة من عبور القوافل التجارية عبر أراضيها

من خلال تجارة البخور المنتج في ظفار والكماليات المستوردة من جنوب اسيا 

مما سمح لها بالعمل كوسيط في هذا الطريق التجاري، وبالتالي مصدر ثروة هائلة

كانت تجارة جنوب الجزيرة تتم في البداية عن طريق مقايضة البضائع مقابل أوزان من الذهب أو الفضة أو البرونز

ولكن في القرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد بدأت ممالك المنطقة في سك عملاتها المعدنية

والتي كانت تعتمد على العملات اليونانية الاثنية في القرن الأول قبل الميلاد

ثم استبدلت حضرموت هذه العملات بعملاتها المستوحاة من الطراز الروماني

 والتي ضربت باسم دار سك العملة الملكية المسماة شقر

وسرعان ما انتهى وجود حضرموت ككيان سياسي مستقل عندما تم ضمها

من قبل الملك شمر يهرعش بن ياسر يهنعم عام 290 للميلاد

وهو وأول ملوك عصره نصب نفسه ملكاً على "سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت

 

1 - 3- 1أصل حضرموت

إن ممالك المرحلة المتوسطة فهي أوسان وحمير في جنوب الجزيرة العربية ولحيان والأنباط

في شمال غربي الجزيرة العربية، والجرهائيون في شرقيها

أما ممالك المرحلة المتأخرة فهي حمير في عهدها الثاني وكندة في وسط الجزيرة العربية

والغساسنة في بلاد الشام، والمناذرة، في بلاد النهرين وتدمر في سوريا، والحضر في بلاد الرافدين

إن العرب الجنوبيون هم من اسس ممالك في تلك الازمان الغابرة

ومن تلك الحضارات القديمة حمير الاولى في ظفار الاولى عام3200 ق.م

ومملكة حضرموت الكبرى 1300 ق.م في شبوة

وهي مملكة قديمة قامت في جنوب جزيرة العرب وكانت وعاصمتها حضرموت

التي ذكرت في التوراة: بالإنجليزية "Hazarmawet" 

وكان ذلك في القرن الثالث عندما تحالفت ممالك حضرموت ومعين وقتبان

واستقلوا عن مملكة سبأ وتبادلت الممالك الأربع موازين القوى لفترة

فسيطرت معين على الطريق التجارية وأقاموا مستعمرة لهم في دادان في مرحلتها الأولى في الفترة (700 ق)

وفي أواخر القرن (الثاني ق.م) ضعفت مملكة سبأ واقتصر سلطانهم على مأرب وصنعاء

 واستعرت الفوضى بين مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة قتبان

كل يقاتل لأجل الصدارة فاستعادت مملكة سبأ هيمنتها على مملكة معين وأحرقت مدينة تمنع عاصمة مملكة قتبان

وقضى ملك سبأ (إيلي شرح يحضب) جل فترة حكمه يخمد التمردات

وبحلول العام 25 ق.م، كان السبئيون القوى المهيمنة على جنوب شبه الجزيرة العربية من جديد

ومملكة حضرموت وهي منطقة تاريخية تطل على خليج عدن وبحر العرب

 وتبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 794 كيلومترا

وتعتبر أكبر محافظات الجمهورية اليمنية اليوم وتساوي مساحة حضرموت أكثر من ثلث مساحة اليمن

ويشكل سكان المحافظة ما نسبته 5.2% من إجمالي سكان اليمن اليوم

أما توابع حضرموت هي:

1-     مملكة اوسان 850 ق.م أو «أوسن» حسب كتابات خط المسند وهي مملكة قديمة تقع أطلالها في جنوب اليمن

كانت تتبع مناطق حِمْيَر وقتبان، ولكنها انفصلت عنها في ظروف غامضة

مملكة قتبان (عام 450ق.م) تقريبا كانت موجودة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى حوالي 200 بعد الميلاد

وعاصمتها مدينة تمنع في وادي بيحان على الطريق التجاري الذي يمر عبر ممالك حضرموت وسبأ ومعين

2-     مملكة ذي يزن أو ذو يزأن (اليزنيين) حمير الصغرى وعاصمتها الاولى قنا

وهي سلالة ملكية حاكمة في مملكة حمير كان لها دور بارز في نصرة الملك يوسف أسار يثأر الحميري

وهو الذي خدَّ الأخدود بنجران وقتل النصارى ضد الغزو الحبشي

ووفقاً للمصادر العربية، أن الملك يوسف أسار يثأر الحميري الذي يدين باليهودية

بلغه أن أهل نجران مقبلون على النصرانية، فسار إليهم وحفر أخاديد (حفرا مستطيلة) في موضع الهجر القديمة

وملأها جمرا وجمع المتنصرين منهم، فعرضهم على النار، فمن رجع إلى اليهودية نجا ومن أبى هوى

ويشير وهب بن منبه أن قتلاء نجران اثنا عشر ألفاً بينما قدرهم ابن إسحاق بعشرين ألفا

وعلى إثر وقعة نجران، اتفق الرومان والحبشة على قتاله

 فزحف جيش النجاشي (ملك الحبشة) وكان على النصرانية، بجيش كبير

فقاتله ذو نواس على ساحل البحر الأحمر عند عدن، فكان الظفر للأحباش

وخاف ذو نواس الأسر فأطلق جواده نحو البحر، فألقى نفسه راكبا فمات غريقا

أما الروايات الحبشية والإغريقية، فإنها ترى أن ذو نواس سقط حيًّا في أيدي الأحباش فقتلوه

وذكر بروك ويبوس القيسرياني أن الحبشة عينت رجلًا نصرانيًّا من حمير اسمه سميفع أشوع ملكًا على حمير

وذلك بعد قتل الملك الحميري الذي عذب النصارى في بلاده، ويقصد به ذو نواس

3-     مملكة ذو ريدان مملكة قديمة وعاصمتها السياسية ظفار يريم

استطاعت القضاء على ممالك اليمن القديم الأربعة وضمها وقبائلها في مملكة واحدة

وهي آخر مملكة قامت قبل الإسلام وكانت لهم علاقة وثيقة بمملكة كندة (النجدية)

عن طريق تحالف بينهم يعود للقرن الثاني ق.م.

وأسمها قديماً الاحقاف قال تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ)

1 – 3 - 2 • الاحقاف

تقع الأحقاف في منطقة حضرموت التاريخية، وهي أرض رملية واسعة تمتد بين أجزاء من اليمن وسلطنة عمان

والمملكة العربية السعودية. تُعرف المنطقة بأنها موطن قوم عاد

ويُعتقد أن صحراء الربع الخالي هي الأحقاف، ويُشير البعض إلى أن مدينة إرم ذات العماد المفقودة تقع هناك

وتمتد حاليا بين اليمن وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية

قال ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان»:

وقيل إن الأحقاف منطقة في صحراء الربع الخالي في المملكة العربية السعودية

وحضرموت ناحية واسعة وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وهي موطن قوم عاد

والذي أرسل الله إليهم هود وهو اول نبي بعد نوح عليهما السلام

كان وادي حضرموت قديما وحديثا يسمى بوادي الأحقاف وكان معروفا في الجاهلية وما قبله وفي العهود الإسلامية

إن هود عليه السلام أرسله الله تعالى إلى قوم عاد، نبياً من ذرية سام بن نوح عليهما السلام

وتحمل إحدى سور القرآن اسمه وهي "سورة هود"

وذكر اسم " هود" 7 مرات منها 5 في "سورة هود" وواحدة في كل من سورة الشعراء وسورة الأعراف

وأسمه هود بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام

قال ابن جرير: وكان من قبيلة يقال لهم: عاد بن عوص بن سام بن نوح وكانوا عربًا يسكنون الأحقاف

وهي جبال الرمل، واسم واديهم مغيث وكانوا كثيرًا ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخمة

وذكر ابن كثير في كتابه: "قصص الأنبياء" هود عليه السلام حفيد نوح عليه السلام، من أصل عربيّ

نشر رسالته الدينيّة في منطقة الأحقاف التي تقع جنوب الجزيرة العربية، التي كان بها قوم عاد

يقول ابن عبد البر قول نقله عن وهب بن منبه وحكاه هشام الكلبي

لما سئل: عن اليمانية وهل أبوهم: هود فقال: لا ولكن وقعت الفتن بين العرب

وفخرت مُضر بأبيها إسماعيل وادعت اليمن هوداً ليكون لهم أب من الأنبياء

إن الاحقاف ليست من اليمن ووجودها قبل اليمن وعاصمتها القديمة "ميفعة"

وكان يسكنها شعب له عادات ولغة أخرى لا تتوافق مع عادات اليمنيين

تعد مدينة إرم ذات العماد مدينة رفيعة البنيان مفقودة، ويرجح أنها تقع في صحراء الربع الخالي بالسعودية

ولم يصدق الواقع هذه المدينة، حيث قال قوم إنَّ الله خسفها ولم يعد لها وجود، وهذه المدينة مسكن قوم عاد

والعماد هي: عماد بيوت الشعر، ويُقصد بها القبيلة، وقيل إنَّ عماد بيوتها كناية على طول أجسام قوم عاد

حيث قيل في صخر: «رفيع العماد طويل النجاد» هذا يدل على طول الأجسام على قوة أصحابها

وقيل إنَّ شداد بن عاد بنى هذه المدينة في بعض صحاري

وحضرموت هم أصل من أصول العرب سكنوا الاحقاف وقد يكون قد ما تو وانقطعت سلالتهم " بائدة

مثلهم مثل جديس وطسم القبيلتان من العرب الذين عاشوا في الألف الأول قبل الميلاد في منطقة نجد

أي أنهم من العرب البائدة كقوم ثمود الذي أرسل الله إليهم النبي صالح عليه السلام نبيًّا ورسولًا منهم

كانت لهم حضارات عظيمة في وسط شبة العربية

وأهل حضرموت هم من سكان جزيرة العرب القدماء ثم انتقلوا إلى شبوة التي تأسست في القرن الثاني قبل الميلاد

إن حضرموت مجاورة لنجد وتهامة من الشمال ومجاورة لليمن من الجنوب 

وحضرموت كانت لها علاقة وثيقة بمملكة كندة التي عاصمتها الفاو في منطقة (نجد) في السعودية اليوم

عن طريق تحالف بينهم يعود للقرن الثاني ق.م. مما سهّل الحركة التجارية في المنطقة

وسكنها قوم عاد الذي أرسل الله إليهم النبي هود عليه السلام وهو اول نبي مرسل بعد نوح

وذكر الله ذلك في سورة هود بالتفصيل

ولا يوجد دليل على نسبة هود عليه السلام من انه جد لقحطان وكهلان

إنما الذي ذكر أن النبي هود عليه الصلاة والسلام من الاحقاف

قال تعالى:

«وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأولَى»  

يعني عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح  

وشبوه والمهرة من ضمن حضرموت الكبرى قديما قبل ان تقسم لسلطنات إرم أو أرام

وكما يعرف أن حمير ورثت مملكة قتبان بعد سقوطها على يد سبأ في 110 ق.م

وحمير من اتباع عم إله قتبان وهذا يدل على العداء بين حمير وسبأ

وكان من تيسير الله (لِسَبَإٍ) أن منحهم الأمان والاطمئنان وسهولة الانتقال خلال السفر

ومن عظيم ما أنعم الله - تعالى - به على قوم عاد أنهم كُفُوا مؤونة السفر ومشقته

ورُفِع عنهم عنَتُ الطريقِ ولصوصه، فارتاحوا في سفرهم وأَمِنوا وسببُ ذلك اتِّصالُ القرى بينهم وبين الأرض المباركة

فكانوا يسافرون من اليمن إلى الشام في أمن وطمأنينة لا يحملون للسفر زادًا لوفرته في طريقهم

ولا يعدون له عدة بل يسيرون فيه ما شاءوا ويستريحون في القرى التي في طريقهم

وهي على مراحل لا تنقطع عنهم قال تعالى:

﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ﴾

إلا أنهم لشؤمهم وضيق تفكيرهم وشقائهم تضرعوا ودعوا الله:

«فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا»

أي اجعل بيننا وبين القرى المباركة مفاوز وصحاري متباعدة الأقطار

بدل تلك القرى العامرة المتقاربة فلا نجد قرى عامرة في طريقنا عند السفر

لقد بطروا النعمة وسئموا من طيب العيش وملوا العافية فطلبوا النكد والتعب

كما طلب بنو إسرائيل البصل والثوم مكان المن والسلوى

فكان أهل سبأ قد جمعوا بين نعمتين: كثرة العمارة وحسنها - وكثرة الزروع والثَّمَارُ الناضجة

فأرزاقُهم حاضرة وأرضهم مخضرَّة وسماؤهم ممطرة وثمارهم يانعة وضروعهم دارَّة

تحيط بمساكنهم الأشجارُ والثمار وتملأ جنبتي بلادهم

فلا يسيرون إلا في خضرة من الأرض ولا يأكلون إلا أطيب الطعام والثمار

يشربون من الماء أعذبَه ويتنفسون من الهواء أنقاه

حتى ذكر المفسِّرون خلو أرضهم وأجوائهم من الهوام والحشرات المؤذية

وهذا من أكمل ما يكون للعيش الرغيد والراحة التامة والنعم الكاملة

ولم يطلب الله سبحانه منهم مقابلَ هذه النعم المتتابعة إلا شكرَه عليها بإقامة دينه وتحقيق توحيده

﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾

فوصفها الله تعالى بأنها بلدة طيبة؛ فكل شيء فيها طيِّب

فكفروا نعمه فجاءت العقوبة عليهم من رب العالمين فأذهب عنهم عز وجل تلك النعمة

 قال تعالى:

(.. فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)

إن خبرهم كان آياتٍ لكل صبار شكور؛ لأنهم لم يكونوا شاكرين نِعَمَ ربِّهم عليهم

ولم يكونوا صابرين لما ذهبتْ خيراتُهم، وأمحلتْ أرضُهم، وهذا من خذلان الله - تعالى – لهم

وإلا لو صبروا وتابوا، لعاد الله - تعالى - بالخير عليهم كما سلبه منهم بكفرهم

ولكنهم قوم حُرموا الصبر كما حُرموا الشكر، فمُزِّقوا كلَّ ممزَّق، وفُرِّقوا شذرَ مذرَ

وبعد ظهور الإسلام وانتشاره في قبائل العرب دانت القبائل القحطانية كلها لسلطان قبيلة قريش العدنانية

لأن الرسول كان من قريش وكذلك خلفاؤه وملوك الدولتين الأموية والعباسية

وفي العصر الأموي هبَت رياح العصبية القبلية بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية لأسباب شتى

ووقعت بينهما حروب كثيرة أعنفها تلك التي نشبت بالجزيرة الشامية بين:

قبيلة قيس عيلان العدنانية - وقبيلة كلب القحطانية وكانت العصبيات القبلية من أسباب سقوط الدولة الأموية

1 – 3 - 3حضرموت ليست من اليمن

 إن حضرموت ليست من اليمن وهناك فرق بين اليمن وحضرموت

وبعض الأشخاص أو التيارات قد يتحدثون بهذا الشكل تعبيرًا عن رأي سياسي أو رؤية انفصالية

خصوصًا في سياق الجدل بين الشمال والجنوب في اليمن. وهناك من يطرح فكرة أن حضرموت لها هوية خاصة بها

تاريخيًا وثقافيًا، وأنها تختلف عن بقية مناطق اليمن

أما عن الخلفية التاريخية: فحضرموت كمنطقة كانت عبر العصور مملكة قائمة بذاتها (مثل مملكة حضرموت القديمة)

وهذا يعطي البعض انطباعًا بأنها كانت كيانًا منفصلًا قبل الوحدة الجغرافية المعروفة اليوم

  وأما الهوية الثقافية: فإن بعض أبناء حضرموت يشعرون أن لهم طابعًا مميزًا في الثقافة، والعادات، واللهجة

وحتى الاقتصاد (خاصة بسبب الهجرة والتجارة)، مما يخلق تميّزًهم عن بقية المناطق اليمنية

وكانت تسمى الاحقاف والمقصود بها: منطقة الكثبان الرملية الواقعة في جنوب الجزيرة العربية

وتحديدًا في حضرموت وما حولها من صحراء الربع الخالي

حيث سكنت قوم عاد الذين أرسل إليهم النبي هود عليه السلام بنص قرئاني.. قال تعالى:

 «وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)»

وكذلك الاحقاف ليست من اليمن مع أنهما منطقتان في إقليم واحد فيجب ان نفرق بين اليمن الاقليم واليمن الدولة

 إن وجود الاحقاف كان قبل اليمن وعاصمتها القديمة "ميفعة"

اما اليمن كمسمى لدولة فهذه التسمية حديثة، وأول من أطلق على هذه البقعة المحددة جغرافياً اسم اليمن كمسمى سياسي

هو الامام يحيى حميد الدين حيث سمى دولته باسم المملكة المتوكلية اليمنية في عام ١٩١٨ م

بعد ان كانت تسمى بالمخاليف.. وكانت تشمل مخاليف (لواء) صنعاء وتعز والحديدة وصعدة

ان حضرموت لم تكن من ضمن اليمن لا جغرافياً ولا تاريخيا، بل هي مستقلة بذاتها وتاريخها، وهي الاقدم في هويتها 

أما دلالة تسمية حضرموت فقد أفاضت المصادر العربية الإسلامية في ذكر دلالة تسمية حضرموت

ومما جاء عندهم في هذا الأمر رواية تقول إن عامر بن قحطان كان أول من نزل بالأحقاف

وكان إذا حضر حربًا أكثر من القتل فصار يقولون عند حضوره (حضر موت)

ثم صار ذلك عليه لقبًا وصاروا يقولون للأرض التي بها قبيلته (أرض حضرموت)

ثم أطلق أسم حضرموت على البلاد

وحضرموت تم ضمها عام ١٩٦٧م لما يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية بالقوة وبالخديعة

وتم ممارسة القتل الطمس والتهجر لأبنائها وتم اكمال مسيرة الظلم بحق حضرموت من قبل اليمنين

بإدخالها في وحدة إندماجية ظالمة مع اخوانهم اليمنيين الشمالين في عام ١٩٩٠م

وتم في هذه الوحدة الظالمة نهب ثرواتها وتهميشها وسلبها حقوقها وقوتها

ولكن بعد انقلاب الحوثي على الشرعية عام ٢٠١٤م تغيرت موازين القوى وتزايدت الصراعات في المنطقة

وعانت حضرموت منها، وأصبح خيار الاستقلال هو الخيار الأنسب والمنطقي العادل

1 – 3 - 4 • لمحة تاريخية عن اليمن الجنوبي

  • 1967: قيام دولة اليمن الجنوبي التي تضم عدن ومحمية الجنوب العربي السابقة، وهذه الدولة تعرف فيما بعد رسميا باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وفي نفس العام تبدأ الدولة الجديدة برنامجا للتأميم.
  • 1971: فرار آلاف اليمنيين إلى الشمال إثر حملة حكومية ضد المنشقين، وتشكيل جماعات مسلحة للإطاحة بالحكومة.
  • 1972: اشتباكات حدودية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بواسطة الجامعة العربية.
  • شهد العصر الحديث اليمن عدة اضطرابات فقد تنحى عبد الرحمن الارياني عن الحكم بسبب ضغوط قبلية
  • 1986: مقتل آلاف اليمنيين الجنوبيين في حرب بهدف التنافس على السلطة، والرئيس علي ناصر محمد يفر من البلاد وتشكيل حكومة جديدة في البلاد.
  • وتم اغتيال إبراهيم الحمدي في ظروف غامضة تلاه اغتيال أحمد الغشمي وحرب 1986 
  • أغسطس/ آب 1993: نائب الرئيس علي سالم البيض ينسحب إلى عدن ويقول إن الجنوب صار مهمشا وإن الجنوبيين يتعرضون لهجمات من قبل الشماليين.
  • 21 مايو 1994: البيض يعلن الاستقلال، وصالح يصف هذا الإعلان بأنه غير قانوني.
  • مقتل عبد الفتاح إسماعيل ثم حرب صيف 1994بين الحكومة اليمنية والحزب الاشتراكي وكلها عوامل ساهمت في إضعاف اليمن
  • اكتوبر/ تشرين الأول 2000: مصرع 17 جنديا امريكيا في تدمير السفينة (يو اس اس كول) في هجوم انتحاري في عدن والقاء اللوم على تنظيم القاعدة.
  • فبراير/ شباط 2002: السلطات اليمنية تطرد أكثر من 100 عالم ديني إسلامي إجنبي بينهم بريطانيون وفرنسيون في حملة ضد الإرهاب والأفراد الذين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة.
  • اكتوبر/ تشرين الأول 2002: تدمير الناقلة البحرية (لامبيرج ليدي) قبالة السواحل اليمنية والقاء اللوم على تنظيم القاعدة.
  • ابريل/ نيسان 2003: المشتبه بهم العشرة في تفجير المدمرة الامريكية (يو اس اس كول) يفرون من سجن في عدن.
  • مارس/ آذار 2004: اعادة القاء القبض على اثنين من المتهمين بالتخطيط لتفجير (يو اس اس كول).
  • اغسطس 2004: محكمة يمنية تصدر أحكاما على 15 رجلا في تهم تتعلق بالإرهاب بما في ذلك تفجير الناقلة (لامبيرج ليدي).
  • يوليو/ تموز 2007: انتحاري يهاجم قافلة سياح في محافظة مأرب فيقتل ثمانية اسبان ويمنيين.
  • نوفمبر/ تشرين الثاني 2007: مصرع 16 شخصا في مواجهات بين مسلحين قبليين وجنود الجيش الذين يحرسون شركة نفط اوكرانية في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد.
  • ابريل/ نيسان 2008: اليمنيون الجنوبيون يتظاهرون ضد ما يعتبرونه انحيازا حكوميا لصالح الشمال في التعيين في وظائف الدولة، والمواجهات مع قوات الأمن تسفر عن مقتل شخص واحد.
  • مارس/ آذار - ابريل/ نيسان 2008: سلسلة من التفجيرات تستهدف الشرطة، المسؤولين، الدبلوماسيين، الاعمال التجارية الأجنبية وأهدافا سياحية.
  • فبراير/ شباط 2009: الحكومة تعلن إطلاق سراح 176 من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة لحسن السلوك.
  • اكتوبر/ تشرين الأول 2009: اندلاع المواجهات بين المتمردين اليمنيين شمال البلاد والقوات السعودية عبر الحدود بين البلدين.
  • يناير/ كانون الثاني 2010: الرئيس اليمني يقول إن حكومته فتحت حوارا مع مسلحي القاعدة.

1 – 3 - 5 • صمود حضرموت

لقد صمدت حضرموت في وجه الغزو والاحتلال:

السبئي – والحميري - والبرتغالي - والبريطاني – والعثماني - والحوثي اليوم

وتحررت حضرموت من الزيود قبل مئات السنين عندما أحتلها اولاد الامام شرف الدين

وحكمها المتوكلين وهم من باب اليمن من صنعاء

إن ما حصل لحضرموت هو احتلال لها من أناس حكموها ليسوا من اهلها

والدليل على ذلك انهم رحلوا عنها بعدما تحررت عدن حضرموت الغزاة وهم الزيود من

ثم كانت المناطق الجنوبية لليمن تحت تأثير الإمبراطورية البريطانية 

إلى أن نال الشطر الجنوبي استقلاله عقب ثورة 14 أكتوبر وقامت جمهوريتان في اليمن

 على أنقاض المملكة المتوكلية في الأجزاء الشمالية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الأجزاء الجنوبية

وشهد العصر الحديث لليمن عدة اضطرابات فقد تنحى عبد الرحمن الارياني عن الحكم بسبب ضغوط قبلية

وتم اغتيال إبراهيم الحمدي في ظروف غامضة تلاه اغتيال أحمد الغشمي وحرب 1986

 ثم مقتل عبد الفتاح إسماعيل وحرب صيف 1994 بين الحكومة اليمنية والحزب الاشتراكي

وكلها عوامل ساهمت في إضعاف اليمن الجنوبي

وستنهزم تلك الجحافل ويضل اسم حضرموت خالدا في جبين التاريخ

ومنذ أكثر من 5000عام وحتى اليوم لن تكون حضرموت الا لأهلها الاخيار

فهؤلاء الغزاة ليسوا من اهلها حتى يحكموها ولن يحكم حضرموت الا اهلها

ولن يسيطر عليها إلا أبنائها وحضرموت لن تكون إلا جنوبية

1 – 3 - 6حضرموت تغرق في الشركيات

مع الأسف اليوم حضرموت تغرق في الشركيات ممثلة بصوفية حضرموت

حين انقضَّت عليه أوحال الشركيات المنحرفة المشبعة بوثنية العصر الحديث

على الرغم من وضوح هذه القيم في النصوص الشرعية وممارسات الرعيل الأول وأتباعهم

إلا أنه في غفلة من أهـل الإسلام تسلل هذا الفكر (الصوفي) المنحرف رويداً رويداً في انحراف عقدي وشذوذ فكري

أخذ ينخر في جسد الأمة، فعشش في عقول كثير من أبنائها وتربع على قلوبهم

حتى أفرخ وثنية سافرة حيناً ومستترة أحياناً...

أعني بذلك: داء تقديس القبور والأضرحة والمزارات

ذلك الداء الذي فعل في أمة الإسلام -أو كاد- ما فعلته خرافات الكنيسة وطغيانها بأمة النصارى

أفيون اجتماعي مدمِّرٌ للشعوب تماثل آثاره أفيون المخدرات المدمر للأفراد مع تغييبهم وتخديرهم إن لم تزد عليها

يقول الدكتور علي محمد عودة في حضرموت ابتدعوا زيارة قبر هود عليه السلام

استمعوا له في هذا الفيديو:

https://x.com/AlghamdiProf/status/1880576489021911474

الله المستعان.. 

يتبع

  orent

ابو عبد العزيز


مدونتي الثانية:

https://www.blogger.com/blog/posts/2886228449567156975

مدونتي الاولى:

https://khdrees.blogspot.com/2014/12/blog-post.html