الأحد، 16 مارس 2025

تبي عطية اهل سدير وإلا عطية غيرهم

 



يتميز أهل سدير بخفة الدم والوناسه

ومعنى «الوناسة» ببساطة يعبر عنه بالبهجة والفرح والمرح

إلا أن المفهوم العام في النهاية يظل يتركز على تحقيق السعادة

وهناك من يخلط بين «الوناسة» والسعادة فينظر لهما على أنهما بالمعنى نفسه

وحقيقة الأمر أن «الوناسة» هي طفل يكبر ليكتمل نموه ليصل لحجم السعادة

فيسكنها، ولكنه لا يستوطنها ولا يمكث فيها، بل غادرها

فـ«الوناسة» معناها الحقيقي الذي يعبر عنه بالبهجة والفرح والمرح

وهو جزء وإن كثر من السعادة

نعود لموضعنا عن صاحبي الذي من أهل سدير

وهو بالمناسبة الشيخ: محمد بن أحمد الفوزان أبو أحمد

الذي يتمتع برهافة الحس ورقة القلب

وإن من وأن من يتصفون بهذه الصفات هم أناس يتسمون برهافة الحس

وهم أناس يتعاطفون مع الآخرين ويهتمون بهم 

 ويتمتعون بمستويات مرتفعة من التعاطف مع الاخرين

هذا السديراوي أطلق عليه لقب (حمامة المسجد) 

وهذا اللقب يُطلق على كلّ من تعلّق قَلْبُه بالمسجد وتبكيره وبقائه فيه

أوقاتاً كثيرةً غير أوقات الصلوات المفروضة

مثل وقت بعد صلاة الفجر حتّى موعد شروق الشمس والضُحى

أو بين صلاتي المغرب والعشاء

أو قبل أذان صلاة الفجر بما ينفرد به هذا الوقت من أفضلية

لمن يقومه تقرّباً إلى الله عزّ وجلّ

وذات يوم وفي غير عادته تأخر عن التبكير للمسجد

فجلس في طرف الصف بعيداً عن الروضة وعن مكانه السابق الذي عادة يجلس فيه

فلمحته وقمت اليه وأحضرته لكي أجلسه في مكانه الذي يجلس فيه عادة كل يوم

وبعد انتهاء الامام من الصلاة وكانت صلاة التراويح في رمضان

التفت الي وقال: تبي عطية اهل سدير وإلا عطية غيرهم

قلت له على الفور: عطية أهل سدير ثم قلت في نفسي

خلنا نشوف أيش هي عطية أهل سدير

وكلمة أيش أوإيش: وهي لفظ منحوت تداوله العرب، قديماً، بلفظه غير الفصيح الحالي

ولا تزال الكلمة تستخدم حتى اليوم و"إيش" و"أيش" يقصد منه الاستفهام القائل: أيّ شيء؟

فنقلها مصنفون عرب كبار بشكلها الدارج الملفوظ كما هو: "إيش" أو "أيش

قال لي صاحبي عطية أهل سدير جزاك الله خيراً

قلت هذه أفضل عطية وفي الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صنع إليه معروف فقال لفاعله:

جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء)

 رواه الترمذي وقال: حديث حسن جيد غريب

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه

جزاك الله خيرا، لأَكثَرَ منها بعضكم لبعض (

قال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (كما كانت هذه الجملة من الدعاء معتادة

على ألسنة الصحابة رضوان الله عليهم)

إن الإسلامُ دِينُ الأخلاقِ العاليةِ، ومِن ذلك: أنَّه أمَرَ برَدِّ المَعروفِ بالمَعروفِ

وأنْ نُكافِئَ أهلَه، فإنْ قصَّرْنا عن المُكافَأَةِ، فلا أقَلَّ من الشُّكرِ والدُّعاءِ

وتقول له جزاك الله خيراً

وفي القران آيات كثيرة مشتملة على تصريفات الفعل جزى

في قوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾

وفي الحديث الذي أخرجه البخاري في التيمم إذا لم يجد ماء ولا ترابًا

فقال أسيد بن حضير لعائشة:

(جزاكِ الله خيرًا، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلاّ جعل الله ذلك لكِ وللمسلمين فيه خيرًا)

ثم قلت لصاحبي أنا قلت قصيدة ثناء على الملك سلمان بن عبد العزيز

وقلت في القصيدة (جُزيت خيراً)

إن مدح ولي الأمر اردت به الدعاء له وأردت به صلاح الدين والدنيا والآخرة 

وليس من باب التذلق لإن مدح من يستحق المدح في حقه مثل:

ولي الامر هو إتاحة الفرصة للرعية للتعبير عن حبهم لولي الامر

وهذا بدوره يزيد اللحمة الوطنية وهو ما يغيض أعداء الملة والدين

وقلت القصيدة بتاريخ 3/4/1438هـ 

حيث وافق هذا التاريخ الذكرى الثانية لبيعة خادم الحرمين الشريفين

الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود ملكاً وقائداً للمملكة العربية السعودية

ألبسه الله ثوب الصحّة والعافية عاجلاً غير آجلاً آمين

وقلت: أهدي هذه القصيدة مع خالص التهاني والتبريكات

لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله

ولسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز

وعنوان القصيدة: يا خادم الحرمين جُزيت خيرا

 من أي أبواب الثناء أدخل *** وبأي ابيات القصيد أعَبَر

أمن باب الْعِرْفَان والإمتان *** أم من ملك مَساعيه الخيرةَ للبر

فما عساي أقول في قصيدة *** وبأي بلاغة وفصاحة أعَبَّرَ 

***

إن قلت شعراً أَخْفَقَ الحرف *** يمدح لإضافة فَبِكَ الأشعارُ تفْخَر

ويُكِنُّ الحرف أنا يحيط *** القصيد مدح عُلْياك نظم الشِّعْر

أو نظمتُ حرفاً تعطرت الحروف *** وشرفت الكلمات مدحك الفِكَر

أوقلت مدح اهدي لك مدحي *** بسبك المعاني بشعر مني تفجّر

ولئن أثنيتُ حمداُ واطريت مدحاً *** سأثني عليك ثناءً طيب عطر

لكن قولي جُزيت خَيْرًا أبْلَغَ ثَّنَاءِ *** رواية عن أمير المؤمنين عمر

****

أبا فهد سَجَايَاكَ مِنْ طِيْبِ أَعْرَاقِهَا *** تذكر بابيك فالشيء بالشيء يذكر

ملك حاز صفات ابيه حظاً *** صَّرْمُ السَّيْفُ طَيِّبُ الإِزارِ حكيم عصر

أخو الحزم لا يخش العدا *** دانت له الارض والبدو والحضر

قاسى الشدائد لم يأبه لقسوتها *** عزوم لم تثن عزمه صروف الدهر

***

سلمان (1) له حظ من معنى اسمه *** ويأخذ من صفاته وافق أسمه القدر (2)

تَعَوَّدَ بَسْطَ الْكَفِّ بالجود حتَّى الفه *** كِجود السماء لنبات الأرض زخّ المطرْ

يعطي بلا حدود كسحابَةُ أبَنَّت *** فأنبتت الزرع فأينع واخضر

أنت علاج لالتئام الجرح باللين*** وبالحزم امناً إذا استعصى عليك جَهَدَ الأَمر

***

ان انا لم اشكر لأهل الفضل *** خيرهم بم أدركت الشكر (3)

وإذا لم اثن على الخير صادقاً *** لم شق لي السمع والبصر

***

فليت شعري كيف أقول فيك *** قصيدة يبقى ذكرها ما بقي الدهر

وان قصَّر شعري فأشكو اليك *** عذري ولي فيما اعتذرت عذر

***

جزاك الله ما جزا العابدين كل خير***ولا خير في شيئاَ يفارق عند القبر

يدوم الفضل الجميل في اهله *** سأدعو لك بالمغفرة مقرونة بطول العمر

 

1-   سلمان: أي السَّالم الخالي من الآفات والعيوب

2-   وافق اسمه القدر: الأنسان له من أسمه نصيب فالأسماء الحسنة قد توافق القدر وأن من أسميت عليه فإن المسمى عليه يأخذ من صفاته سوآءا الخلقة والخلقية ومن السنة أن يختار الإنسان لولده من الأسماء الحسنة فإن الأسماء المكروهة قد توافق القدر

     3- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) سؤل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن صحة هذا             الحديث فقال هذا حديث  صحيح ومعناه أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا               يشكر الله؛ لسوء تصرفه ولجفائه، فإنه يغلب عليه في مثل هذه الحال ألا يشكر الله. فالذي ينبغي للمؤمن أن يشكر على                    المعروف وولي الامر أولى بذلك

الايضاح 

عندما يثار مديح الشعر يثار معه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

حيث قال: (إذا رأيتم المادحين فاحثوا في وجوههم التراب)

والحديث صحيح رواه مسلم:

باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح

وهذا الحديث له ضوابط بينها العلماء في هذه المسألة من الايضاح

وهم الفيصل في ذلك

قال تعالى:

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) سورة النحل

لقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم شعراَ ونثراً وفي الخطب ولم ينههم عن ذلك

ولم يحث في وجوه المادحين التراب

بل كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعراء مثل:

حسان بن ثابت، وسعد بن الزبير عبد الله بن رواحة وغيرهم..

انما قال: لا تطروني في حديث جاء في صحيح البخاري:

(لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ)

أي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي كما عملت النصارى

مع عيسى فمدحوه حتى جعلوه إلها

وهذا هو المقصود بإطراء النصارى لنبي الله عيسى حيث قالوا إنه ابن الله

أما مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والثناء عليه دون الإطراء فمشروع ومطلوب

قال الله تعالى:

(لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) (الفتح-9)

وتعزيره تعني نصرته وتوقيره واحترامه والثناء عليه بما هو أهله

اما الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم فمنهي عنه

كالاحتفال بمولده وجعله شعارا وقربة وقول القصائد الشعرية في في ذلك الاحتفال

ومدح الرسول من الشعراء الذين عاصروه مثل حسان ابن ثابت الذي يدعى

بعد اسلامه بشاعر الرسول بقصيدة يقول فيها:

 أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ * مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ

وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ، * إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ

وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ،* فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ

نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَة ٍ* منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ

فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً، * يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ

وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنة ً، * وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ

وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي، * بذلكَ ما عمرتُ فيا لناسِ أشهدُ

تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا * سِوَاكَ إلهاً، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ

لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ، * فإيّاكَ نَسْتَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ

ما المقصود بالمادحين في هذا الحديث؟

قال الخطابي في معالم السنن شرح سنن ابي داود وأعظم به من قول

قال: المادحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون

به الممدوح ويفتنونه

فأما من مدح الرجل على الفعل الحسن والأمر المحمود يكون منه ترغيباً له

في أمثاله وتحريضاً للناس على الاقتداء به في اشباهه فليس بمداح

وإن كان قد صار مادحاً بما تكلم به من جميل القول فيه

وقال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود:

والمقصود بذلك المدح الذي يكون بغير حق، أو يحصل به تضرر الممدوح

وذلك بكونه يؤثر ذلك فيه فيزهو ويتكبر ويترفع

وأما المدح بالحق من أجل أن يتبع الإنسان، ومن أجل أن يوافق الإنسان على ما

هو عليه من الخير، وعلى ما فيه من الأعمال الطيبة

فإن هذا لا بأس به بشرط ألا يحصل هناك ضرر على الإنسان

يقول المناوي في فيض القدير:

(احثوا التراب في وجوه المادحين) عبر بصيغة المبالغة إشارة الى ان الكلام فيمن

تكرر منه المدح حتى أتخذه صناعة وبضاعة يتأكل بها الناس

وجازف في الاوصاف وأكثر الكذب

كيف نجمع بين الأحاديث

ان طرق الجمع بين الأحاديث أن يقال إن كان الممدوح اهلا لذلك فلا بأس

وقالوا ايضاً ان كان النهي محمول على المجازفة ونحوه إذا سمع المدح

وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته

فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة

بل ان كان يحصل بذلك مصلحة كنشط الخير او الازدياد منه او الدوام عليه

والاقتداء به كان مستحبا

قال النووي في بيان فوائد:

قول الرسل للنبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح

وَفِيهِ جَوَازُ مَدْحِ الْإِنْسَانِ فِي وَجْهِهِ إِذَا أُمِنَ عَلَيْهِ الْإِعْجَابُ وَغَيْرُهُ مِنْ أَسْبَابِ الْفِتْنَةِ

وفي شرح صحيح البخاري لابن بطال في شرح حديث

(... إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل...) قال:

وفيه جواز تزكية الرجل في وجهه بما فيه من الخير

وليس بمعارض لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم المادحين فاحثوا في وجوههم التراب

وإنما أراد بذلك إذا مدحه بالباطل، وبما ليس في الممدوح

موقف الإسلام من الشعر والشعراء

يظن بعض عامة الناس أن موقف الإسلام من الشعر والشعراء سلبي

لما فيه من كذب ومبالغات

ويظن بعضهم أنه محايد، لكنه في حقيقته موقف واضح وصريح

إذ يفرق الإسلام بين نوعين من الشعر والشعراء

فيقف من أحدهما موقفا إيجابيا ويقف من الآخر موقفا سلبيا

فكل ما وافق الشريعة من أشعار فهو محمود، وكل ما لم يخالفها فهو مقبول

أما الأشعار التي تعارض تعاليم الإسلام وتخالف ما جاء فيه فهي مرفوضة بالمطلق

وقد فرق القرآن الكريم بين قسمين من الشعراء في قوله تعالى في نهاية سورة الشعراء:

﴿والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * 

وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾

يقول الشيخ ابن باز معلقا على هذه الآيات:

"غالب الشعراء هكذا، يقولون ما لا يفعلون، وفي كل واد يهيمون

تراه يتكلم هنا أو هنا بغير حقيقة

بل أشياء يتخيلها، ثم يتكلم فيها، أو يكذب لحاجات في نفسه أو لأسباب أخرى

لكن في قوله تعالى ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾

استثناء للذين أشعارهم طيبة ومفيدة

كحسان بن ثابت شاعر الرسول ﷺ، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة

وغيرهم من شعراء المؤمنين

ثم من بعدهم في عهد التابعين وعهد أتباع التابعين إلى يومنا هذا"

ويعلق ابن رشيق على هذه الآية قائلا:

"إن المقصود بالشعراء في هذا النص هم الشعراء الذين تناولوا رسول الله بالهجاء

ومسّوه بالأذى وهم شعراء المشركين والمنافقين

وأما من سواهم من المؤمنين فغير داخلين في شيء من ذلك

ألا ترى كيف استثناهم الله عز وجل ونبه عليهم فقال تعالى

﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾"

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه البخاري في الأدب المفرد والدارقطني

وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها:

"سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر

فقال: هو كلام، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح"

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا فيما يرويه البخاري في الأدب المفرد

وصححه الألباني عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:

"إن من البيان سحرا، وإن من الشعر حكمة"

وأثر عن رسول الله أنه كان يأمر حسان بن ثابت بهجاء المشركين

ويأمره أن يستعين بأبي بكر الصديق رضي الله عنه لمعرفته أنسابَ قريش

فلا يقرب من نسب الرسول بسوء بدون دراية منه

فقد قال: "اهجهم ومعك جبريل روح القدس، والْقَ أبا بكر يعلمك تلك الهنات"

وكان يعلم أن أثر الأشعار في نفوس الكفار لا تقل عن أثر السيوف في أجسادهم

لذلك قال:" إنه أشد عليهم من وقع النبل"

وفي رواية أخرى: "إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه

والذي نفسي بيده لكأنَّ ما ترمونهم به نضحُ النبل"

وفي رواية ثالثة:

"اهجهم يعني قريشا فوالله لَهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في غلس الظلام"

وكان يدعو لحسان بالتأييد والسداد في القول:

"اللهم أيده بروح القدس" ويقصد جبرائيل عليه السلام

الخلاصة:

1-     قد يكون المدح مستحباً سواء كان شعراً أو نثراً

لان مدح من يستحق المدح في حقه مثل ولي الامر هو إتاحة الفرصة للرعية

للتعبير عن حبهم لولي الامر وهذا بدوره يزيد اللحمة الوطنية

وهو ما يغيض اعداء الملة والدين

2- ان الاعتصام بالجماعة والائتلاف وعدم الفرقة واجب على كل مسلم

وجاء في حديث مرفوع عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ:

" بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ

وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ 

وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ

وَهَذَا حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ مَالِكٍ

3- قال الشيخ عبد العزيز ابن باز غفر الله له

بوجوب طاعة ولاة الامر في المعروف لان بهذه الطاعة تستقيم أمور الامة

ويحصل الامن والاستقرار ويأمن الناس من الفتنة

ثم قال في جواب أخر ان المراد بولاة الامر هم العلماء والامراء والحكام وذو السلطان

وقال عن أثر يروى معروف عن عثمان ابن عفان وعن عمر ابن الخطاب

رضي الله عنهما:

(ان الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقران)

لان بعض الناس ضعيف الايمان ولا تؤثر فيه زواجر ونهي القران

4- قال عمر ابن الخطب رضي الله عنه:

لا اسلام الا بجماعة ولا جماعة الا بأمارة ولا امارة الا بسمع وطاعة

5- قال الفضيل ابن عياض:

(لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها الا في السلطان)

ونحن نقول السمع والطاعة لولي الامر خادم الحرمين الشريفين

الملك سلمان ابن عبد العزيز حفظه الله من كل مكروه وأمد في عمره في طاعته

وصلى الله على سيدنا محمد

orent

ابوعبدالعزيز

مدونتي الثانية:

 https://www.blogger.com/blog/post/edit/2886228449567156975/4543708366975991241

مدونتي الأولى:

https://khdrees.blogspot.com/2014/04/amish.html



الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024

روميَّة الآصل

 

روميَّة الآصل 

قُلتِ صفنيَّ فأنتَ في القولِ*** فصيح ألستَ تنظم القصيدا

قُلتُ بلى يا ليت شعري *** أن أجر القوافي وأزيدُكِ مجدا

أنتِ فوق الوصف عندي *** هذا ليس سراً فدتك جدوَّدا

****

رومية الأصل أمريكية *** ويأسرني منها دلٍّ يسبي الفؤادا

معنى الجمال والدلال أنتِ*** غرَّاءُ آل لكِ الحسن فزادا

مهفهفة وضَّاحاً لونها *** ووجه صبوح وعينان سوَّدا

جمال ليس في شال وثوب *** حباها إله العرش جوَّدا

****

قدمت لمكة رضاً لله غاية *** فسعيك عند الله محمودا

ولبست ثوب الإسلام ثوب عز *** وقلت كل ما سواه مردودا

أوصيك لا تهدمي حصناً بنيتيه *** فما بنيت عند الله موجودا

****

فارقتِ دين قومك أن *** أن عبدوا نبيهم جعلوه لله ندَّا

ضلوا بقولهم هذا إن هو *** الا رسولاً مقرب وعبَّدا

وبقولهم على الله كذباً *** كادت الجبال أن َتَخِرُّ هَدًّا

****

قلتِ حاشا ليس له شريك *** (ومَا يَنبَغِي للرِّحْمَنِ أنْ يَتَّخِذِ ولَدًا)

فعبدتي الهاً واحداً فرجوتهِ *** ان يكون لك منه ودًّا

فاخترتِ دين محمد قد *** آتاه الله هَدْيِ الْقُرْآنِ هدى

أنذرنا ناراً وبشر جنة *** فجزء الله عنا كل خير محمدا

****

قلتِ ليتني لم أعرف سواك *** رجلاً وأكنُ لك في الفؤادِ عهَّدا

قلتُ انما الفضل لله *** هو من أختاركِ لتكوني له عبَّدا

orent

ابوعبدالعزيز

مدونتي الثانية :

http://orent2.blogspot.com/

وهذه مدونتي الاولى :

https://khdrees.blogspot.com/2014/12/blog-post.html