الاثنين، 11 ديسمبر 2023

شوارع اكتسبت شهرتها من ساكنيها: شارع التخصصي وسور الاوزبكية

 


في عالمنا العربي أسماء تروي لنا تاريخ المكان وتاريخ من يسكنه

تحكي لنا تاريخً المكان عبر عشرات السنين 

إن تلك الامكنة تخاطبنا وتروي لنا حكايتها وتربطنا بالأحداث التي مرت عليها وشكّلتها

حتى أصبحت ماهي عليه اليوم إنها حقاً تخاطبنا

وليس بالضرورة أن نسمعها إنما نشاهدها تتطور على مر ّ الزمان أمامنا

نشاهدها مكتظة بالشوارع والعمائر والفنادق وكيف أنها ولدت من العدم

ومن ابرز هذه الاماكن:

 شارع التخصصي بالرياض وسور الاوزبكية بالقاهرة 

وعندما نبحث في سيرة هذين المكانين نجد أن  أسميهما اشتقَّ من دلالة معانيهما

وكثيراً ما نشاهد تلك الامكنة التي طالتها يد التطور وتراكم العمران فيها

وكيف تطورت هذه الاماكن وقفزت قفزات واسعة نحو الأفضل

ونسينا ماضيها القديم وبداياتها الجميلة 

أولا : سور مستشفى التخصصي:

منح المقام السامي أرض مستشفى التخصصي عهد الملك فيصل ابن عبدالعزيز آل سعود رحمة الله

أرض لإقامة مستشفى التخصصي عليها حيث تبلغ مساحتها 450,000 متر مربع

قام الملك فيصل بوضع حجر الأساس في عام1391  هجرية

كان سور تلك الارض جلسات للسمر وتبادل السوالف وملاذ للسمار والسهارى

كانت هذه الارض مسورة دون إنشاء مباني عليها فمنذ عام1391  حتى عام 1397 هجري

كان سور تلك الارض من الخارج قبل إنشاء المستشفى ملاذ للجلسات الشبابية

ويعتبر هذا السور النواه وبداية شارع التخصصي المجاور للناصرية

كانت الجلسات عفوية وبسيطة جداً تجمع شباب الرياض وبعض شباب القرى المجاورة الزائرين للرياض

وكانت جلسات الـسمر ولـمّة الأصحاب للشباب على هذا الرصيف تشمل:

شرب الشاهي ولعب الضومنة ولعب ورقة البلوت

وكان الشباب يقضي ليالي الصيف على هذا الرصيف من بعد صلاة المغرب إلى منتصف الليل

خصوصاً ايام العطل وقتها كانت الخميس والجمعة 

وفي تاريخ 12 ربيع الثاني 1395 هجرية الموافق22  إبريل 1975 م

بدأ تشغيل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث

 وكان يُطلق عليه المستشفى الأتوماتيكي لجودة التقنية المتوفرة فيه على مستوى الشرق الأوسط

ثم أصبح أسمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث

وسُمي الشارع الذي يقع عليه المستشفى بشارع التخصصي الذي اكتسب شهرة 

لوجود  مستشفى الملك فيصل التخصصي على امتداده

ولقد مرّ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث

بسلسلة من المراحل التطويرية حتى وصل الى ما هو عليه اليوم

وكان الهدف من بناء المستشفى تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وعدم الحاجة للسفر إلى الخارج

يقدم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث رعاية صحية أولية للمرضى المنومين والمُراجعين

ويشارك في العديد من الدراسات السريرية والبحثية

كما يعتبر من أفضل المستشفيات في المملكة العربية السعودية المتخصصة في كلٍّ من :

زراعة الأعضاء وأمراض الأورام  وأمراض القلب والأمراض العصبية والأمراض الوراثية

ومع اكتمال المباني وتوسع الرياض أصبح شارع التخصصي عامر بالمباني

وأصبح أحد أشهر شوارع مدينة  الرياض

 الذي يمتد من منطقة الثمامة شمال شرق الرياض ويتجه باتجاه الغرب

نزولا من عددا من الأحياء من أهمها حي النخيل وحي الرحمانية

وبعد تقاطعه مع طريق الملك فهد ينحرف باتجاه الجنوب حتى حي الناصرية

وبعد تمدد الرياض واكتمال المباني على شارع التخصصي

تحول الشباب من ذلك الرصيف إلى ارتياد المقاهي هروباً من رقابة الأسرة إلى الحرية غير المسؤولة

وهذه المقاهي الشعبية عرفت منذ القدم واعتبرت على مر الأزمان مكاناً للقاء الشباب وكبار السن

وذلك من خلال اللقاءات اليومية التي يتداولون فيها أمورهم العامة ومناسباتهم الشخصية

ومشاهدة مباريات كرة القدم في جو هادئ وهروباً من برودة الطقس ليلاً ومن حرارة الشمس نهاراً

والبعض الاخر يلجأ إلى هذه المقاهي طلباً لتدخين الشيشة هرباً من رقابة الأسرة بعيداً عن نظرات المجتمع

ثم انشأت الاستراحات والاستراحات عالم آخر

ترتادها العائلات لقضاء الإجازة في تلك الاستراحات ويرتادها الشباب أيضاً على حد سواء 

وكلما مررّت بسور مستشفى التخصصي الذي أصبح له مكان و حيزاً مهماً من ذاكرتي

وتذكرت مرحلة الشباب المتوهج والمشع آنذاك

يحلّق خيالي إلى عالم خاص فيجيء هذا السور اليوم شاهداً على تلك الايام الخوالي الجميلة  

وعشمنا في ربنا جل ثناؤه عظيم أن يدخلنا الجنة بقوله سبحانه:

(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)

كلوا معشر من رضيت عنه فأدخلته جنتي من ثمارها وطيب ما فيها من الأطعمة

واشربوا من أشْرِبتها هَنِيئا لَكُمْ لا تتأذون بما تأكلون

ولا بما تشربون ولا تحتاجون من أكل ذلك إلى غائط ولا بول

ثانياً : حي الأوزبكية

حي الأوزبكية أو سور الأوزبكية من  أبرز الاحياء والشوارع المصرية في القاهرة

وأحد أعرق المناطق في القاهرة حيث أرتبط بتاريخ مصر

وشهد العديد من الأحداث الهامة في مراحل تاريخ مصر المختلفة

ما جعل ذلك الحي ذات صيت في القطر المصري

ومن معالم هذا الحي حديقة الأوزبكية

وسور الأوزبكية الشهير وهو مكان يقصده عشاق الكتب

ولايزال  يشهد تدفق عشرات الرواد لهذا السوق او السور والذي اكتسب شهرة كبيرة في مصر

يضم سور الأوزبكية أكثر من  132 مكتبة ويقع أمام مسرح العرائس في بالعتبة في القاهرة

اشتهر هذا السور ببيع وشراء الكتب المستعملة

وقد شكل سور الأوزبكية حالة ثقافية ومعرفية نادرة وشكّل سوقا رائجة للكتب

التي تجمع بين الثمن الزهيد والندرة في الوقت نفسه

يعود تسمية هذا المكان إلى أواخر القرن الرابع عشر إبان حكم دولة المماليك

عندما أهدى السلطان قايتباي مكافأة قائد جيوشه الأتابك سيف الدين بن أزبك قطعة أرض ناحية بركة بطن البقرة

وكانت حينئذ أرض جرداء فأوصل إليها المياه من القناة الناصرية

وشيّد على طولها رصيف من الحجارة سمي فيما بعد بسور الأزبكية

فأصبح سور الأوزبكية" اسمٌ يتردد على ألسنة كُلِّ الكُتَّابِ والمثقفين في مصر

ولا يوجد في مصر مُثَقَّفٌ إلا وقد زاره مرةً على الأقل في حياته

orent

ابوعبدالعزيز




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق